التفاصيل الكاملة التي لم تروى من #مجزرة_كوباني:
الذكرى الثالثة لمجزرة كوباني التي راح ضحيتها 264 شهيد، بينهم 37 طفلا (28 طفل و 9 طفلة) و 77 امراة “ثلاث حوامل”. تشمل 37 عائلة، فيما بلغ عدد العائلات التي استشهد فيها الاب والام : 18 عائلة، ومجموع عدد الايتام الذين فقدوا الوالدين 93 طفلة وطفلة. أما عدد الجرحى: 267.
وكوني كنت شاهد عيان على المجزرة، كان لا بد لي من اعادة رواية القصة الكاملة.
سأسرد تفاصيل عشتها شخصيا، كوني تواجدت في معبر مرشد بينار اثناء تفجير السيارة المفخخة، وزرت قبل المجزرة بيومين كريسبي من خلال طريق روتكو الذي كان خط جبهة باتجاه بلدة #عين_عيسى التي كانت ماتزال تحت سيطرة #داعش وحررت في 8 تموز/يوليو 2015، وعدت الى #كوباني في الطريق الحدودي مع #تركيا وكنت ايضا في قرى غربي كوباني و بلدة #الشيوخ التي حررت من تنظيم داعش في 6 اذار/مارس 2015. وكل تلك الطرق كانت جزءا من المسار الذي اعتمده التنظيم الارهابي لتنفيذ جريمته البشعة ضد المدنيين.
في الفترة 18 حتى 3 حزيران/يونيو أعلنت وكالات تروج لاخبار تنظيم داعش عن مهلة 24 ساعة للعوائل الكردية في مدينة الرقة من أجل الخروج منها، تحت بند الاعتقال والقتل. وكان من نتيجة ذلك نزوح المئات من العوائل باتجاه #كوباني، بسيارات كبيرة وشاحنات وبيك اب، وقتها توجهت أنا مع طاقمي الاعلامي الى مفرق بلدة “قره حلنج” غربي كوباني والذي كان ممرا لدخول العوائل، وقمنا بتوزيع الخبز/ والمياه على القادمين.
– كانت هذه هي الخطوة الاولى لمخطط تنفيذ المجزرة، حيث ما لبس أن تنصل التنظيم في الاسبوع التالي من بيان دعوة التهجير، ليظهر أنه تمكن بهذه الطريقة من ادخال الاسلحة، والمسلحين الى كوباني لتحريكهم في يوم 25 حزيران.
– مع تحرير كريسبي/ تل ابيض في 15 يوليو /حزيران 2015 فتح التواصل لاول مرة بين “كوباني ومنطقة الجزيرة” وشهدت كوباني وقتها عدة عروض استعراضية عسكرية في الشوارع والساحة الغربية واعلنت وحدات حماية الشعب حالة الاستنفار للتوجه نحو بلدة #عين_عيسى شرقا، و #صرين غربا، في انتظار الاخبار الورادة عن تحريرهم لاسيما وان داعش كان يعاني من هزائم متكررة.
حالة الاستنفار دفعت وحدات حماية الشعب لسحب غالب مقاتليها من المدينة الى الجبهات ومن الحواجز بالاضافة الى سحب قسم من قوات الاسايش لتترك المدينة من الداخل بحماية ضعيفة.
وقتها وبتاريخ 22 حزيران توجهت مع مجموعة اصدقاء بسيارتين بيك اب لزيارة كريسبي لاول مرة بعد تحريرها وخطوط الجبهات بالفعل سلكنا الطريق عبر بلدة قره حلنج باتجاه طريق روتكو الذي كان خط جبهة، ومنه نحو الخطوط الاولى المواجهة لبلدة عين عيسى ومنها الى كريسبي، الملاحظ / ما تزال الكثير من الصور والفيديو موثقة في كاميرتي/ أن كافة الحواجز الداخلية من كوباني باتجاه روتكو، ومن كوباني باتجاه كريسبي كان يحرسها رجال ونساء كبار في السن/متطوعين يفتقدون للخبرة/ وقد تعرفت على عدد منهم، واستغربت ذلك، وربطته بحالة الاستفنار وسحب كافة القوات باتجاه.الجبهات.
وهي النقطة الثانية التي استغلها التنظيم، حيث تمكن من اختراق الحواجز والوصول لكوباني بدون خسائر كبيرة.
-الخلايا النائمة التي استوطنت كوباني باسم عصابات الجيش الحر، ساهمت في تأمين السلاح والذخيرة، وبناء اعشاش للتخطيط والمشاركة في تنفيذ الجريمة.
العوامل الاربعة المذكورة كانت ثغرات وخطط حبكها مسلحو التنظيم لتنفيذ الجريمة والنجاح في تحقيق الاختراق الامني والتي كانت بهدف قتل عدد اكبر ممكن من المدنيين صغيرا ام كبيرا وقتل العسكرين، والعبث بالامن والاستقرار، وكانت ايضا رسالة الى التحالف الدولي ووحدات حماية الشعب في ان “التنظيم” قادر على ضرب اي مدينة حتى وان انتزعت من ايديهم في اي وقت شاؤا.
تفاصيل الجريمة:
تحركت خلايا التنظيم المتواجدة في داخل كوباني او المهاجمة من الخارج بدءا من الساعة الرابعة صباحا، تم الهجوم من ثلاث محاور، ومن الداخل:
– المحور الجنوبي من صرين باتجاه قرية برخ باتان تبعد 27 كيلو متر عن مركز المدينة، بـ 12 سيارة عسكرية (8 منها إلى كوباني و4 إلى برخ باتان). حيث دخل مسلحو التنظيم القرية في الرباعة فجرا وقتلو 28 مدنيا من اهلها، وتابعو القسم الاخر باتجاه كوباني للانتشار في المدخل الغربي ومفرق الكانتون ومقر ثانوية البنين.
– المحور الشمالي/شهادات رويت لي من اهالي حارة كمرك/ دخلت مجموعة من مسلحي التنظيم كوباني من داخل الحدود التركية وانتشرو في حارة الكمرك لقتل المدنيين، كما وان شهادات لاهالي في اورفا أكدو أن خلية للتنظيم تجهزت في اورفا شاركت في العملية بناء على روايات من السوريين هناك”.
– الجبهة الغربية: تحركت بحدود الساعة الثالثة ليلا 9 زوراق مليئة بالاسلحة والمسلحين عبر نهر الفرات قادمة من جرابلس للانتقال للضفة الشرقية في بلدة الشيوخ حيث تتواجد وحدات حماية الشعب، التحالف الدولي تدخل في الوقت المناسب بقصف هذه الزوراق وهي في النهر، ونشر صور للعملية.
– تفجير سيارة مفخخة في بوابة مرشد بينار، والتي تمت حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، سبقها انتشار للمسلحين في عدة مراكز حيوية كقناصة ونصب حواجز متنقلة في الشوارع وهم بزي وحدات حماية الشعب، وانتشار ثاني تم في مفرق “ساحة تمثال المرأة الحالي”، وانتشار في مبنى ثانوية البنين/تم تفجيره في اليوم التالي/ وانتشار في محيط مطعم سيران باتجاه الحديقة واخر في كازية مصطفى دوريش، وانتشار في ضفة مشتنور الشرقية حيث بدأو بقتل المدنيين وهم في منازلهم وغالبهم مازال نائما بدءا من صالة سيامند جنوبا حتى مفرق كيكان. وتجمع في مفرق شارع 84 مع استراد قره حلنج.
مهمة هذه المجموعة هي الانتشار في الشوراع والاحياء والدخول للمنازل وقتل أي شخص يصادفونه. طفلا كان ام كبيرا في السن ام امراة….حيث بدأ اطلاق النار بكثافة من قبل جميع المجموعات حوالي الساعة الخامسة وخمس دقائق صباحا.
تم قتل عدة مجموعات/وثقت صور القتلى بكاميرتي/ في مطعم الكندي /تفجير المكان/ مدرسة البنين/تفجير المكان/ مدرسة البعث/اشتباك، ومفرق 48 مع اوتستراد حلنج /اشتباك/ بالاضافة الى قتلى اخرين عددهم تجاوز الـ 65 مسلحا بالاضافة الى قتلى سقطو اثناء قصف التحالف للزوراق وعدد 35 مسلحا اي مجموع المهاجين تجاوز الـ 100 ارهابي، تم اسرى البعض منهم، عدد قليل منهم تمكن من الفرار حيث قتل احد الفارين مدنيين في قرية كوربيكار جنوبي كوباني واثنان اختبئوا في كوباني في انقاض الابنية تمت قتلهم في اليوم التالي.
قتل الكثير من المدنيين وهم في فراشهم نائمين يحضنون اطفالهم، قتلو مع الجرحى اثناء اسعافهم، قتلو وهم يخرجون للشوارع للاستفسار عن سبب اطلاق النار، او نتيجة استهدافهم بالقنص والقتل المباشر لكل من كان يتجه للمسلحين للاستفسار عن سبب اطلاق الرصاص معتقدين انهم من وحدات حماية الشعب وقتل اخرون في تفجير السيارة المفخخة، وقتلو وهم ينزفون في الشوارع او داخل منازلهم منتظرين احدا يسعفهم بدون جدوى.
– في يوم 27 حزيران تبنت وكالة اعماق الداعشية المجزرة، وبارك لـ “جنود الخلافة” نجاحها في قتل مئات الاكراد.
تمكنت وحدات حماية الشعب من اعلان “كوباني آمنة” بعد 48 ساعة من العملية، وتمكنت من بسط السيطرة على كافة الاحياء وقتل المجموعات الاخيرة للمسلحين الذين تحصنو في مبنى ثانوية البنين الاستراتيجي.
خسرت وحدات حماية الشعب والاسايش في المواجهات 35 مقاتلا ومقاتلة.