في الثامن من مارس، اليوم المخصص عالمياً للاحتفال بالمرأة وإنجازاتها عبر التاريخ، نظمت إدارة المرأة في مجلس حركة التجديد الكُردستاني في الحسكة محاضرة توعوية واحتفالية بهذه المناسبة الهامة. الهدف من هذا الحدث كان ليس فقط الاحتفاء بالإنجازات العديدة التي حققتها النساء على مر الزمان، ولكن أيضاً التأكيد على الدور الريادي الذي تلعبه المرأة في مجتمعاتها، خاصة في المجتمع الكُردي و السوري عامة.
من خلال هذه المحاضرة، سعت إدارة المرأة في مجلس حركة التجديد الكُردستاني إلى عرض ومناقشة القضايا المرتبطة بحقوق المرأة، التحديات التي تواجهها، والفرص المتاحة أمامها للتقدم والنجاح. وقد تم التركيز على أهمية تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، وضرورة مواجهة التمييز والعنف الذي قد تتعرض له النساء في مختلف المجالات.
أكدت المحاضرة على الدور البارز الذي تلعبه المرأة ضمن حركة التجديد الكُردستاني والمجتمع السوري عموماً. من خلال النضال من أجل الحقوق والمساواة، تقوم النساء بدور محوري في الدفاع عن حقوق الإنسان، والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية في إقليم شمال و شرق سوريا. هذه المشاركة تعتبر ركيزة أساسية للتنمية الشاملة والمستدامة في المجتمع.
واحدة من النقاط الرئيسية التي تم التطرق إليها خلال المحاضرة هي أهمية التوعية والتمكين. تسعى إدارة المرأة لتوفير الأدوات والمعرفة اللازمة للنساء لمواجهة التحديات وتحقيق أفضل النتائج في حياتهن الشخصية والمهنية. وذلك من خلال تنظيم الورش، الدورات التدريبية، والمحاضرات التوعوية التي تعزز من قدراتهن وتفتح أمامهن فرص جديدة للنمو والازدهار.
الاحتفال بيوم المرأة العالمي في الحسكة لم يكن فقط مناسبة للنقاش حول القضايا الجادة، بل كان أيضاً فرصة للاحتفاء بالتنوع الثقافي والإنجازات الفردية والجماعية للنساء في المجتمع الكُردي والسوري على نطاق أوسع. تم تسليط الضوء على قصص نجاح ملهمة لنساء تغلبن على التحديات وأسهمن بشكل كبير في مجالاتهن، بما في ذلك العلوم، الفن، الأدب، السياسة والخدمة الاجتماعية.
تم تسليط الضوء خلال المحاضرة نحو دور المرأة الفعال والبارز في وحدات حماية المرأة (YPJ)، مستذكرة بطولاتها وتضحياتها، منذ تأسيسها في عام 2013. أبرزت المحاضرة كيف أصبحت هذه الوحدات رمزاً للتحرير والمقاومة، معتمدة في ذلك على أمثلة من النضالات البطولية ضد تنظيم داعش والدفاع عن أرض الوطن.
تناولت المحاضرة بالتفصيل البطولات التي سطرتها مقاتلات YPJ في معارك شرسة مثل معركة كوباني، والتي أصبحت رمزاً للصمود والتضحية. كما استذكرت الجهود الجبارة التي بذلت في تحرير الرقة، والتي كانت تعتبر في وقت من الأوقات “عاصمة الخلافة” لتنظيم داعش. تم التأكيد على كيفية مواجهة المقاتلات للتحديات بشجاعة فائقة، مكتسبات بذلك إعجاب واحترام العالم أجمع.
أكدت المحاضرة على أن وحدات حماية المرأة لم تقتصر مهمتها على الجانب العسكري فحسب، بل تعدت ذلك إلى المساهمة في تحقيق تحولات اجتماعية تعزز من مكانة المرأة وتمكينها في المجتمع الكردي. تم التطرق إلى الأثر الإيجابي الذي خلفته هذه الوحدات في تغيير الصورة النمطية للمرأة، مؤكدة على دورها كقائدة ومقاتلة قادرة على الدفاع عن أرضها وكرامتها.
مع التأكي على أهمية الإنجازات التي حققتها وحدات حماية المرأة (YPJ)، لم تتوانى المحاضرة عن التطرق إلى التحديات المستمرة التي تواجهها المرأة الكردية خصوصاً و السورية عموماً. سواء أكان ذلك من خلال الاستمرار في النضال ضد الأفكار المتطرفة، أو في مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية التي تعيق التقدم نحو المساواة.
استمرار النضال والتحدي يشكل جزءاً لا يتجزأ من رؤية وحدات حماية المرأة. فمن خلال التدريبات المستمرة وورشات العمل والبرامج التوعوية، تعمل هذه الوحدات على تعزيز قدرات المرأة وتمكينها لتصبح قادرة على مواجهة كافة أشكال التمييز والعنف.
إن قصة وحدات حماية المرأة ليست فقط قصة نضال ضد القوى الظلامية مثل داعش، بل هي أيضاً قصة إلهام للنساء حول العالم. تبرز هذه الوحدات كمثال حي على أن المرأة قادرة على أن تكون في الصفوف الأمامية للدفاع عن المجتمع والمساهمة في بنائه.
اختتمت الفعالية بتأكيد على أهمية الاحتفال بيوم المرأة كفرصة لتسليط الضوء على إنجازات المرأة وتحدياتها، وكذلك كدعوة للعمل المشترك بين الجنسين نحو مجتمع أكثر عدالة ومساواة. تم التشديد على أن النضال من أجل حقوق المرأة هو نضال مستمر يتطلب جهوداً متواصلة وتضافراً للجهود من كافة شرائح المجتمع.
مكتب المرأة/حركة التجديد الكُردستاني