عفرين، 17 سبتمبر 2024 – أصدر مجموعة من نشطاء الثورة السورية بيانًا موجهًا للرأي العام السوري، أعربوا فيه عن تضامنهم مع أهالي منطقة عفرين الواقعة في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال سوريا. يأتي هذا البيان في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، حيث يهدف إلى توحيد كلمة السوريين وإعادة الأمل للثورة السورية التي تواجه تحديات معقدة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.
عفرين، كغيرها من المدن السورية، عانت طويلاً تحت حكم نظام الأسد، والتحقت بركب الثورة السورية في وقت مبكر منذ انطلاقها في ربيع 2011. ومع ذلك، تعرضت المدينة لمصالح متضاربة بين قوى سياسية وعسكرية محلية ودولية، مما أدى إلى فقدانها للكثير من أبنائها ومواردها. وأشار البيان إلى أن عفرين، المعروفة بزراعة التين والزيتون، أصبحت ساحة لصراع “السوري ضد السوري”، في وقت تستفيد فيه أطراف خارجية من هذا الوضع، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة السورية ويطيل أمد الفشل العام في البلاد.
وأكد الناشطون في بيانهم أن ما تتعرض له عفرين يمثل تهديدًا للنسيج الاجتماعي السوري، مما يصعّب أي حل مستقبلي للأزمة ويزيد من معاناة السوريين في كل مكان. ودعوا الرأي العام السوري إلى إدانة الممارسات التي يتعرض لها سكان عفرين وضيوفهم من النازحين من مختلف المناطق السورية. وتناول البيان مجموعة من الانتهاكات التي تجري في المنطقة، ومنها:
1. التهجير الممنهج: تم تهجير الآلاف من السكان السوريين الكُرد من عفرين واستباحة أملاكهم، بينما يتم إحلال سكان سوريين غير كرد محلهم، في استغلال واضح لحاجة الوافدين إلى الأمان والمأوى.
2. فرض هوية أجنبية: أشار البيان إلى أن المنطقة تخضع لسياسات تهدف إلى فرض هوية أجنبية لا علاقة لها بسوريا أو شعبها، من خلال رفع علم دولة أجنبية، وفرض تدريس لغتها، وتسمية العديد من المرافق بأسماء أجنبية، بل وحتى تدخل مباشر من قبل هذه الدولة في إدارة المنطقة.
3. فرض أتاوات مالية: يتعرض سكان عفرين والوافدون إليها لفرض أتاوات مالية غير معقولة، تزيد من معاناتهم الاقتصادية وتضيف إلى الصعوبات التي يواجهونها في ظل الظروف الحالية.
4. التمييز الطبقي والعرقي: أوضح البيان أن هناك تمييزًا واضحًا في مؤسسات إدارة المدينة وريفها، حيث يتم التعامل بشكل غير متساوٍ بين السكان، مما يفاقم التوترات الاجتماعية في المنطقة.
5. الاقتتال الفصائلي: شهدت عفرين اقتتالًا متكررًا بين الفصائل المسلحة في مناطق مأهولة بالسكان، ما يشكل خطرًا كبيرًا على أمن وسلامة المدنيين.
وأكد الناشطون في بيانهم أن حل ملف عفرين يعتبر مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية يجب أن تقع على عاتق كل سوري وسورية يؤمنون بسوريا حرة وموحدة وعادلة لجميع أبنائها. ودعوا جميع السوريين إلى التوقيع على هذا البيان من أجل الدفع نحو حل شامل للأزمة السورية، مشددين على ضرورة العمل الجاد لإنهاء معاناة أهالي عفرين وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
واختتم البيان بتأكيد التضامن مع أهالي عفرين ومع جميع السوريين الذين يطمحون إلى بناء مستقبل مشرق لبلادهم، داعين إلى استعادة روح الثورة السورية وتحقيق الوحدة الوطنية.
ناشطون سوريون يطلقون بيانًا للتضامن مع أهالي عفرين: دعوة لإنهاء المعاناة وتحقيق الوحدة الوطنية