برلين، 28 سبتمبر 2024 – نظم مجلس سوريا الديمقراطية بالتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي ندوة حوارية سياسية في العاصمة الألمانية برلين، تحت عنوان “التطورات السياسية في سوريا والحوار السوري السوري”. حضر الندوة ممثلون عن تيارات سياسية وهيئات ثقافية وشخصيات وطنية وأكاديمية، بالإضافة إلى وجهاء من العشائر العربية والكُردية وناشطين سياسيين وإعلاميين من مختلف مكونات الشعب السوري.
افتتح الندوة السيد بهزاد دهير، ممثل العلاقات العامة لحزب الاتحاد الديمقراطي في برلين، بكلمات ترحيبية وجهها للحضور، حيث أكد على أهمية مثل هذه اللقاءات لتعزيز الحوار السوري السوري وبحث السبل الممكنة لمواجهة التحديات الراهنة التي تعصف بالبلاد.
تقييم الوضع الراهن و مساعي مجلس سوريا الديمقراطية:
بدأت الندوة بكلمة الدكتور رزگار قاسم، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية، حيث دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، مشيراً إلى أنهم القادة الحقيقيون، مستذكراً تضحياتهم من أجل مستقبل سوريا. وتحدث الدكتور رزكار عن الأنشطة والمشاريع التي يقوم بها مجلس سوريا الديمقراطية، موضحاً أن حملات إعلامية ممولة تستهدف الإدارة الذاتية وتشوه مشروع مسد، إلا أن هذه الحملات فشلت في تحقيق أهدافها بفضل الندوات واللقاءات التي عقدها المجلس مؤخراً في هولندا والسويد، والتي أظهرت دعماً شعبياً واسعاً لمشروع مجلس سوريا الديمقراطية.
أكد الدكتور قاسم أن مسد يسعى باستمرار لتعزيز الطابع الديمقراطي للحوار السوري السوري، مشيراً إلى أن المجلس هو الجامع لكافة أطياف المجتمع السوري بمختلف أعراقه وأديانه. وأكد أن مجلس سوريا الديمقراطية يعمل على تعزيز الحوار السوري السوري في مسار العمل الوطني المشترك بصفته الحل الأمثل للخروج من الأزمة، داعياً جميع القوى والشخصيات السورية إلى تحمل مسؤولياتها في دفع الحوار الوطني قدماً.
التطورات السياسية والتحديات الإقليمية:
تحدث الأستاذ حسن محمد علي، الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، عن آخر التطورات السياسية في سوريا والتحديات الكبرى التي تعيق الوصول إلى حل سياسي شامل. وأشار إلى أن غياب الحلول الوطنية الفعالة وأشار إلى أن تشابك المصالح الدولية المتداخلة على الأرض السورية تزيد من تعقيدات الأزمة السورية. كما انتقد غياب حكومة دمشق عن تقديم أي برنامج وطني يُسهم في إنهاء الأزمة.
وأشار الأستاذ حسن إلى أن تركيا قد تستغل الأزمات الدولية والإقليمية الحالية، مثل الانتخابات الأمريكية والنزاعات في أوكرانيا وغزة ولبنان، لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا. وأضاف أن مجلس سوريا الديمقراطية يقوم بواجبه في دعوة القوى الوطنية إلى الحوار وتوحيد الجهود بهدف مواجهة التهديدات التركية وتشكيل استراتيجية ضغط على النظام السوري والاحتلال التركي.
كما تناول الأستاذ حسن فشل مشروع “الإسلام السياسي” الذي تحاول تركيا فرضه على سوريا، مؤكداً أن تعددية الأديان والمذاهب في البلاد تجعل هذا المشروع غير قابل للتطبيق. كما تطرق إلى الدور المحتمل للمملكة العربية السعودية في رسم سياسات جديدة تتماشى مع تطلعات شعوب المنطقة، مشيراً إلى أن تركيا أصبحت في مأزق نتيجة سياساتها الخاطئة.
مستقبل اللامركزية في سوريا:
أحد المحاور الرئيسية التي تم نقاشها خلال الندوة مستقبل اللامركزية في سوريا، حيث تحدث الأستاذ حسن محمد علي عن التجربة الناجحة للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. وأوضح أن هذه التجربة تمثل نموذجاً عملياً للامركزية، حيث تقدم حلولاً حقيقية لحكم متعدد يعتمد على مشاركة جميع مكونات المجتمع في صنع القرار.
وأكد الأستاذ حسن أن اللامركزية ليست فقط نموذجاً للحكم المحلي، بل هي الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في سوريا، مشدداً على أن النظام المركزي القديم أثبت فشله. وأشار إلى أن مسار الحل السياسي في سوريا لا يمكن أن ينجح دون تبني نموذج اللامركزية الذي يضمن حقوق الجميع ويعكس التنوع الثقافي والعرقي والديني للبلاد.
كما أكد أن مجلس سوريا الديمقراطية يسعى جاهداً لتعزيز هذا النموذج في أي حلول مستقبلية لسوريا، وأن الإدارة الذاتية الديمقراطية تقدم نموذجاً يمكن تطويره وتطبيقه على مستوى سوريا.
مداخلات الحضور:
خلال الندوة، قدم الشيخ عبد الحكيم الهزاع، أحد وجهاء عشيرة العگيدات، مداخلة أشاد فيها بجهود مجلس سوريا الديمقراطية، مؤكداً على أهمية الحوار الوطني والتعاون بين جميع مكونات الشعب السوري. كما تحدث الشيخ أسعد النجرس عن ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه سوريا.
من جانبه، قدم الناشط الإعلامي “أبو وطن” مداخلة حول الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام في دعم الحلول السياسية وتحقيق العدالة للشعب السوري، مؤكداً أن الإعلام الوطني يمكن أن يسهم بشكل كبير في توعية السوريين بأهمية الحوار والتضامن الوطني.
دعم رؤية مجلس سوريا الديمقراطية للحل:
كما تحدث السيد حسين سينو، ممثل اتحاد الإيزيديين، عن أهمية دعم الحل اللامركزي لسوريا، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية تمثل نموذجاً فعّالاً لحكم تعددي يضمن حقوق كافة مكونات المجتمع السوري. وأكد على ضرورة استمرار العمل نحو تعزيز هذا النموذج كحل واقعي للأزمة السورية.
ختام الندوة:
في ختام الندوة، أكد الدكتور رزگار قاسم على أهمية استمرار الحوار الوطني، مشدداً على أن أبواب مجلس سوريا الديمقراطية مفتوحة لجميع القوى الوطنية. ودعا الحضور إلى تقديم آرائهم ومقترحاتهم التي تسهم في تحقيق حل سياسي شامل لسوريا.
وأجمع المشاركون في الندوة على دعمهم لجهود مجلس سوريا الديمقراطية في تحقيق الحوار الوطني، وأشادوا بالدور الذي تلعبه الإدارة الذاتية الديمقراطية في تحقيق الاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا. وأكد الحاضرون على أهمية تنسيق الجهود بين كافة الأطراف السورية من أجل ضمان مستقبل أفضل لسوريا، تقوم على أسس ديمقراطية تعددية لامركزية، تكفل حقوق جميع الأفراد والمكونات في سوريا.
إعداد التقرير: هڤال ديركي