في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، قامت منظمة “نداء جنيف” بتكريم أحمد إحسان فياض الهايس، المعروف باسم “أبو حاتم شقرا”، قائد فصيل “أحرار الشرقية”. المُتهم و جماعته “أحرار الشرقية” بالضلوع في عمليات انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك اغتيال السياسية الكُردية هڤرين خلف في عام 2019، فضلاً عن التورط في عمليات خطف، تعذيب، وقتل، مما جعل اسم أبو حاتم شقرا يظهر ضمن قوائم العقوبات الأمريكية منذ 2021 بسبب تاريخه الحافل بالانتهاكات، بما فيها عمليات تهجير قسري وتغيير ديمغرافي شمال سوريا.
تتبع “نداء جنيف”، الحاصلة على ترخيص لمزاولة العمل في إقليم شمال وشرق سوريا، سياسات تهدف للتواصل مع مختلف الجماعات المسلحة في المنطقة، إلا أن هذا التكريم أثار غضباً شديداً بين الأوساط الكُردية، حيث رأته الأوساط الكُردية خطوة غير مبررة لتكريم شخص متورط في جرائم جسيمة ضد الإنسانية. وأدى هذا إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا علقت ترخيص المنظمة مؤقتاً، كنوع من الاحتجاج على هذه الخطوة التي عدّتها مساهمة في “تبييض” صورة قيادات ذات تاريخ عنيف أمام المجتمع الدولي.
كما أشار بعض المراقبين إلى أن بعض منظمات المجتمع المدني، وبينها “نداء جنيف”، قد تخضع لضغوط ورشاوى من الفصائل المسلحة لتلميع صورتها، رغم سجلها الدموي. هذا التكريم يطرح أسئلة عن مدى نزاهة المنظمات الدولية العاملة في مناطق الصراعات، خصوصاً في ظل ارتباطات بعض موظفي “نداء جنيف” بفصائل متشددة، مما قد يعرض حيادية هذه المنظمة للتشكيك، ويؤكد خطورة التعامل مع شخصيات متورطة في انتهاكات حقوقية خطيرة.
اعداد: هڤال ديركي