في لحظة تاريخية فارقة، شهدت سوريا سقوط النظام الديكتاتوري الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لعقودٍ طويلة، وفرار بشار الأسد وعائلته إلى موسكو. إن هذا الحدث يشكل نهاية فصل مظلم من تاريخ سوريا، حيث عانى الشعب بمختلف مكوناته من الظلم والقهر تحت حكم الدولة البوليسية المتوحشة التي أسستها عائلة الأسد.
لقد كانت حقبة الأسد الأب والابن رمزًا للقمع والتهميش، حيث تعرض الشعب الكُردي، إلى جانب بقية مكونات سوريا، لسياسات ممنهجة من الإقصاء وحرمان الحقوق. شهدت البلاد عقودًا من مصادرة الحريات، تدمير الهويات، والقضاء على التنوع الذي طالما كان مصدر قوةٍ لسوريا.
واليوم، مع طي صفحة الاستبداد، تفتح أمامنا فرصة جديدة لإعادة بناء سوريا على أسس ديمقراطية تضمن الحرية والمساواة لجميع مكوناتها. إن التحدي الذي يواجهنا الآن لا يقل أهمية عن النضال الذي أدى إلى إسقاط النظام، حيث يتطلب منا العمل المشترك لترميم ما خلفته الديكتاتورية من جراح عميقة على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
نحن في حركة التجديد الكُردستاني في سوريا، نؤكد التزامنا الكامل بالمشاركة في بناء وطن يسوده العدل ويحتضن جميع أبنائه دون تمييز. إننا ندعو كافة القوى الوطنية للعمل بروح المسؤولية والشراكة، لإرساء دعائم دولة علمانية تعددية لامركزية تضمن حقوق الأفراد و المكونات، وتضع حدًا نهائيًا لسياسات السلطة المركزية المتمثلة بالقمع والإقصاء والتي مزقت النسيج الاجتماعي لسوريا.
إن اللحظة الراهنة هي دعوة للجميع للاتحاد من أجل تأسيس سوريا الجديدة، حيث الكرامة والحرية حقٌ لكل إنسان، وحيث يتم الاعتراف بالتعددية الثقافية والقومية بوصفها مصدر قوة للوطن، لا عامل ضعف أو انقسام.
ختامًا، نجدد عهدنا بالنضال من أجل وطن يليق بتضحيات السوريين، وطن ينبض بالحياة والسلام، ويحتضن الجميع بعد سنواتٍ طويلة من الألم والمعاناة.
عاشت سوريا حرة ديمقراطية تعددية لامركزية
عاش نضال الشعوب من أجل الحرية والكرامة
صادر عن حركة التجديد الكُردستاني في سوريا
2024/12/09 الحسكة