سبق وركزت لرفاق حركتنا أهمية الحرب النفسية والإعلامية وخلق الإشاعات و تدويلها وضرورة فهم هذه المسائل بشكلٍ دقيق و علمي لأن أعداء الكورد و كوردستان والدول الإستعمارية الغاصبة لكوردستان تلجأ دوماً و بشكلٍ ممنهج لمحاربة ثورتنا باللجوء إلى مختلف الوسائل التي تصب وتهدف إلى خلق الشعور لدينا بالضعف وبالتالي ألتقزيم فمعرفتنا لهذه السياسات و أساليب تلك الحروب ضرورية لإنها أخطر أنواع الحروب حيث تهدف إلى تحطيم المعنويات وإلى خلق الشعور بالدونية ،و غيرُ كافٍ أن نخوض الحروب بالسلاح وحده من أجل شعبنا ،بل علينا إتقان الحروب النفسية و والإعلامية وكيفية إستخدامها في نضالنا ضد الأعداء وبذلك نخرج من موقف الدفاع إلى الهجوم في هذا المضمار.
وكما يفرض علينا ذلك أيضاً معرفة البعض ممكن يعتبرون أنفسهم كورداً يُستٓخدمون كأدواتٍ رخيصة في هذه الحروب الممنهجة وهؤلاء يشكلون أكبر خطراً من العدو لإن البعض منهم يتقنون فنون الخداع في أوساط الجماهير الغير واعين لأمْرهم و يُغرون بلسانه (الكوردي)؟!
وبكورديته ِ وهؤلاء نماذج منهم من يمارسون هذه الأساليب (الحرب النفسية) وخلق الإشاعات التي تستهدف الثورة و الشرفاء من المناضلين بذكاء و يدركون و بقصد لماذا يمارسونها.
وهناك نموذج أحمق و غبي غير و اعٍ لتصرفاته التي تدخل في نفس الإيطار و لكن دون قصدٍ مُتعمد لإنهُ يفتقد الوعي.
والنموذج الأول هو الأخطر ،ولكن وعينا و إدراكنا لمفاهيم الحرب النفسية سيُسهِل من سُبل مجابهتنا و مواجهتنا لها وإجهاضها وهذا ما يفرض علينا أن نقف على مسائل ألتثقيف الذاتي في مجال علم النفس عندها سيكون من السهل هذه النماذج وبالتالي سيكون ذلك و سيلةً لمعرفة الشخصية و ماهيتها ومعرفة مآرب أي شخص يمارس السياسة في المجتمع وأهدافه ما إذا كان يرى نفسه آداةً لحرية شعبه أم يحاول إستخدام شعبه و قضيته وسيلةً لأهدافٍ دنيئة وبذلك يُمكن إختيار السبل المناسبة لمواجهة هؤلاء في المجتمع لأنه لا يمكن مواجهة العدو وترك أدواته التي تغلغل في أوساط الجماهير التي معظمهم لا يفقهون من هذه المسائل بشيئ ،فمن هذا المنطلق يجب مواجهة الأعداء و الأنظمة الإستعمارية لكوردستان دون إهمال أدواته المتمثلة بالرجعية الكوردية و الإنتهازية الدنيئة.
هناك أمثلة كثيرة في هذا السياق كان لها التأثير السلبي و نتائج وخيمة على العمل النضالي الكوردستاني علينا الإستفادة منها ،وعدم إفساح المجال لمثل هذه الحروب أن تحصد نتائج تطمح إلى تحقيقها مٓنْ يقومون بها ضدنا وعلينا مواجهتها بإرادة قوية و باستخدام أساليب علمية دون اللجوء إلى ردود الأفعال لأن ما يسعى إليه هؤلاء أن يجروا المناضلين إلى ردات الأفعال عندها سيحققون هدفهم كون رد الفعل دائماً يفقد المناضل توازنه وسيضع نفسه بمستوى غير لائق بناضله ولذلك أيضاً نتائجه السلبية التي من شأنها ألتأثير على المسار النضالي لشخصهِ لذا يجب أخذ الحذر من ذلك و الإبتعاد عن ممارسة السياسة بردود الأفعال التي من شأنها كذلك منح الخصم لذة الشعور بالنصر ويسري ذلك في مجال حرب الإشاعات أيضاً والتي لها أبعاد خطيرة لا تقل عن أهداف الحرب ألنفسية و ههما متشابكتين لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض و تصب في نفس الهدف.
د.رزكار قاسم
رئيس حركة ألتجديد الكوردستاني -سوريا