آخر الأخبار
Kurdîاخبارسورياكردستان

الذكرى العاشرة لمجزرة كوباني – ليلة الغدر 2015/06/25

في فجر 25 حزيران/يونيو 2015، استيقظت مدينة كوباني الكُردية على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها تنظيمات إرهابية بحق المدنيين العزّل. لم يكن ذلك اليوم كباقي الأيام، بل شكّل ندبة دموية عميقة في ذاكرة الكُرد، تُعرف حتى اليوم باسم “ليلة الغدر”. جريمة بشعة، تخطت حدود الحرب، نفذتها المجاميع الإرهابية بأسلوب الإبادة، استهدفت الأبرياء في بيوتهم وشوارعهم دون أي تمييز بين رجل وامرأة، طفل أو شيخ.

خلفية الحدث

شهدت كوباني مطلع عام 2015 انتصارًا كبيرًا بعد معركة شرسة استمرت لأشهر، خاضتها وحدات حماية الشعب (YPG) بمساندة من قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي حاول اجتياح المدينة في هجوم ضخم بدءًا من خريف 2014. والتي أبدت فيها المدينة مقاومة ملحمية حتى باتت المدينة رمزاً للصمود.

بالرغم من تحقيق النصر لم يكن نهاية التهديد، إذ بقيت داعش تنفذ هجمات مباغتة في محيط المدينة، إلى أن جاءت ليلة 25 حزيران، لتكشف أن خطر الإرهاب لم يختفِ بعد.

تفاصيل المجزرة

في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس 25 حزيران 2015، تسلل أكثر من 100 عنصر إرهابي إلى داخل مدينة كوباني. دخل المسلحون المدينة متخفين بلباس وحدات حماية الشعب وقوات الأسايش، ما سهّل مرورهم عبر بعض النقاط دون اشتباك مباشر في البداية. ثم بدأ الإرهابيون بتنفيذ عمليات قتل مروعة بحق المدنيين مباشرة في شوارع المدينة ومنازلها ذبحاً بالسكاكين:

  • استُهدفت قرية برخ بوتان جنوب كوباني أولاً، حيث أستُشهد ما لا يقل عن 23 مدنيًا جُلهم من النساء والأطفال.
  • بعد ذلك، توجّهوا إلى أحياء وسط المدينة، وفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة على المدنيين في الشوارع، وعلى منازل سكنية مكتظة، كما نفّذ بعضهم عمليات تفجير انتحارية في مناطق مدنية.
  • استمرت المجزرة حتى اليوم التالي، حيث تمكنت قوات الأسايش ووحدات حماية الشعب من القضاء على معظم الإرهابيين بعد اشتباكات عنيفة في أحياء المدينة.

الضحايا والخسائر

تباينت تقديرات عدد الضحايا بسبب اتساع رقعة الهجوم وسرعة الأحداث، إلا أن الحصيلة النهائية أشارت إلى:

  • أكثر من 233 شهيدًا من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.
  • مئات الجرحى، بعضهم أصيب بإعاقات دائمة نتيجة الجراح البليغة.
  • تدمير واسع لمنازل ومحالّ تجارية، خاصة في وسط المدينة.
  • خلق حالة من الذعر والنزوح المؤقت لسكان بعض الأحياء خوفًا من تكرار الهجوم

أحدثت المجزرة صدمة في الشارع الكُردي داخل سوريا وخارجها. سادت حالة من الحزن والحداد العام في كوباني و باقي المناطق الكُردية، وفي كل عام، يحيي سكان كوباني الذكرى الأليمة بإضاءة الشموع، وقراءة أسماء الضحايا، وإقامة فعاليات رمزية تذكّر الأجيال الجديدة بما حدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى