البيان الختامي لملتقى القوى السياسية و الثقافية و وجهاء العشائر في شمال سوريا.
إلى الرأي العام و المنظمات الدولية
بدأت الدولة التركية بالتعاون مع الفصائل الإرهابية المدعومة من قبلها بتاريخ 20 كانون الثاني / 2018 /م بشن هجماتها البربرية على مقاطعة عفرين مستخدمة كافة انواع الاسلحة الثقيلة و الخفيفة و الطيران الحربي هادفة بذلك تقسيم سوريا و إفشال مشروع الحل الديمقراطي المطروح من قبلنا لحل الأزمة السورية و الاستمرار في تنفيذ مخططاتها العثمانية الأحتلالية خارقة العهود و المواثيق الدولية.
و نتيجة هذا الهجوم الوحشي وسط صمت دولي مروع ، تم ارتكاب افظع الجرائم الإنسانية على الإطلاق .
حيث راح ضحيتها (501) خمسمائة و واحد شهيد و سجل عدد الجرحى المدنيين (797) سبعمائة و سبعة و تسعون أغلبهم من النساء و الأطفال.
و خلف العدوان مجازر جماعية و أبيدت عائلات بالكامل .
حيث دمرت منازل فوق رؤوس سكانها مثل مجزرة جلبرة _ معبطلي و جندريسه ….
منذ اليوم الأول تم ترهيب السكان و العمل على تهجيرهم قسرياً عبر استهداف البنية التحتية و مقومات الحياة و الحياة اليومية من مراكز المياه و الكهرباء و على رأسها تم استهداف سد ميدانكي بالطيران الحربي .
نتيجة هذا الهجوم تم تعطيل العملية التعليمية ل (45.000) خمسة و اربعون الف طالب بعد استهداف المدارس و تم تدمير عدد من المدارس حيث بلغت (48) ثمانية و اربعون مدرسة و استشهاد (35) خمسة و ثلاثون طالباً و (2) اثنين من المدرسين و كذلك تم حرمان (1150) الف و مائة و خمسون طالباً من التعليم العالي.
إن الهدف الأساسي لهذا الأحتلال لم يكن القضاء ع حاضرنا بل إنه و على غرار داعش قام بتدمير تاريخ و حضارات شعوب المنطقة .
و ظهر ذلك جلياً من خلال استهداف المواقع الأثرية الشاهدة على عظمة تاريخ هذه المنطقة ،مثال لذلك تل عنداره -نبي هوري – دير مار مارون إلى جانب ذلك لا يمكن التغاضي عن عمليات السلب و النهب التي تعرضت لها المنطقة على يد الجيش التركي المحتل و المرتزقة التابعة لها ، بعدما شهدت نهضة صناعية تجارية في السنوات الأخيرة ، فتعرضت المنشآت الصناعية للسرقة و بيعت في عنتاب و تم تكرار سيناريو حلب .
بعد مقاومة بطولية استمرت (58) ثمانية و خمسون يوم امام آلة الحرب التركية من قبل وحداتنا و شعبنا المتمسك بأرضه و مساندته لأبنائه في وحدات الحماية و استمرار الصمت الدولي لإنتهاكات الجيش التركي و الفصائل الأرهابية التي وصلت حد جرائم الحرب وسط صمت دولي شريك .
قررت الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين تفادياً لهدر المزيد من دماء الأبرياء إفراغ المدينة ، بتاريخ 16/3/2018 تم اخراج المدنيين للانتقال بذلك إلى مرحلة جديدة من مقاومة العصر .
و قد نجم عن الهجوم الوحشي تهجير قسري لما يقارب (200.000 ) مئتا الف مدني في مقاطعة الشهباء التي بدورها تفتقر لأبسط مقومات الحياة على اعتبارها شهدت دماراً على يد الإرهاب المتمثل بداعش و الفصائل المسلحة الأخرى .
و ذلك قبل تحريرها و اصبحوا هؤلاء بلا مأوى و طعام و دواء و حليب، و بقوة في العراء ايام و ليالي دون ان تقوم اي منظمة انسانية او اغاثية او طبية بمهامها الانسانية و مرافقتهم في نزوحهم القسري و راح ضحية هذا النزوح الأنساني العشرات من الاطفال و كبار السن .
الادارة الذاتية في مقاطعة عفرين و الشهباء و بدعم من اهلنا في الشمال السوري استطاعوا و كحالة اسعافية تقديم بعض الخدمات الاساسية لهؤلاء المدنيين .
لكن هذه الامكانيات غير كافية و اعتماداً على الامكانيات الذاتية تم نصب مخيمات في موقعين /مخيم تلمقاومة و مخيم العصر / و تم ايواء ما يقارب /1000/ الف عائلة لحين هذا التاريخ و لازال اعداد كبيرة يسكنون في المدارس و الجوامع.
و في بيوت مهدمة غير قابلة للسكن و لازالوا هؤلاء الابرياء يدفعون فاتورة الحرب يومياً ، و يذهب ضحية هذه الظروف الاطفال الابرياء نتيجة الالغام المزروعة في هذه المنطقة ، او بسبب نقص الدواء و الحليب و الخدمات الصحية ، و رغم المناشدة للعديد من المنظمات بارسال لجان تقصي و بحث الحقائق إلى هذه المنطقة و القيام بمسؤولياتها و لكن لحد الآن لم نجد اي رد او تعاون .
اننا بأسم القوى السياسية و الثقافية ووجهاء العشائر في شمال سوريا نناشد المنظمات الدولية المعنية – الامم المتحدة -الاتحاد الاوروبي – مفوضية اللاجئين -بالقيام بمسؤولياتها و تقديم الدعم و المساعدة و ان تتبنى منظمات امم المتحدة مخيمات النازحين من عفرين في منطقة الشهباء ، كما ندعو المجتمع الدولي بتأمين ضمان حماية دولية لشعب عفرين بحيث يتمكنوا من العودة إلى اراضيهم تحت حماية قوات حفظ السلام ، و ايضاً ندعو المنظمات الدولية – صحفيين بلا حدمود -منظمات مكافحة العنف و التعذيب ان يذهبوا إلى عفرين و ان توثق الانتهاكات التي تقوم بها الدولة التركية من عمليات التغيير الديموغرافي و التطهير العرقي التي تحصل في عفرين حيث يتم تزوطين عائلات ارهابي الغوطة .في قرى مقاطعة عفرين مثل باسوطة -جنديرس-ميركان-بلبل امام مرأى اصحاب هذه المنازل و طود سكانها الاصليين و هناك المئات من الأسرى و المحتجزين لا يزال مصيرهم مجهولاً .
ايضاً ندعوهم للقيام بالكشف عن ما تقوم به الفاشية التركية من سياسة تتريك عبر تغيير اللوحات و كتابتها باللغة التركية و محاولة القضاء على الهوية الكردية السورية و فرض اللغة التركية على الأهالي و رفع العلم التركي و تعيين والي تركي هناك.
و ما تقوم به من نشر للتطرف الديني عبر فرض طقوس دينية على الايزيديين و العلويين و منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية و استهدافهم بالقتل و التعذيب فقط لمجرد الاختلاف معهم في الهوية الدينية بعد ان كانت كل القوميات و الاطياف و المذاهب متعايشة مع بعضها في ظل نظام الادارة الذاتية الديمقراطية .
كما ندعو شعوبنا و كل سوري يؤمن بأخوة الشعوب و بوحدة سوريا ان يقوم بتقديم المساعدة المادية و المعنوية لأهلنا في عفرين و ان يقوموا بدورهم في المحافل الدولية للضغط على المنظمات الدولية و المؤسسات الأممية لإتخاذ مواقف ضد ما يتم القيام به في عفرين من انتهاكات و ان نستمر في العمل تحت شعار “كلنا عفرين ” إلى ان نحرر عفرين و كل المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية .
عاشت مقاومة شعبنا في عفرين
عاشت أخوة الشعوب
الخزي و العار للدولة التركية و مرتزقتها
المجد و الخلود لشهدائنا
القوى السياسية و الثقافية و وجهاء العشائر في شمال سوريا.
21.4.2018