عقدت ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في هولندا ندوة حوارية سياسية تحت عنوان “تطورات الوضع الراهن وآفاق المستقبل”، بحضور الدكتور رزگار قاسم، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في ألمانيا، وبمشاركة نخبة من النشطاء السياسيين والأكاديميين السوريين. افتتح السيد ماجد كرو، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في هولندا، الندوة بكلمة ترحيبية بالحضور، وبكلمةً تناول فيها مشروع مجلس سوريا الديمقراطية الحواري الهادف إلى لم شمل السوريين ومسارات العمل الوطني المشترك.
تناول النقاش في البداية تقييم الوضع السياسي الراهن في سوريا، حيث سلط المشاركون الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه البلاد، بما في ذلك استمرار الصراع المسلح، وانعدام الاستقرار السياسي، والتدخلات الخارجية. وأكد الحضور على أهمية توحيد الجهود السياسية وتقوية الجبهة الداخلية السورية لمواجهة هذه التحديات. وشدد المشاركون على أن الحل يجب أن يكون سورياً بامتياز، بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
ناقش الدكتور رزگار قاسم، ممثل مسد في ألمانيا مسارات العمل الوطني المشترك بين مختلف الأطراف السياسية السورية، مشيراً إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية يسعى لبناء جسور التعاون بين كافة الأطياف السياسية السورية من أجل تحقيق أهداف مشتركة. وأكد على أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وتحقيق مستقبل أفضل للبلاد. وبيّن المشاركون أن أبرز التحديات التي تواجه مسارات العمل الوطني المشترك تشمل غياب الثقة بين الأطراف المختلفة، وتباين الرؤى السياسية، والحاجة إلى إطار تنظيمي يجمع كافة الأطراف تحت مظلة واحدة.
تحدث السيد زردشت محمد، عن القضية الكردية في سوريا، مؤكداً أن الحل الأمثل يجب أن يكون ضمن إطار الدولة السورية الموحدة ولكن بنظام لامركزي يضمن حقوق كافة الأفراد والمكونات. وركز على ضرورة الاعتراف بالحقوق القومية والثقافية للكُرد كجزء لا يتجزأ من الحل الشامل للأزمة السورية. وأشاد الحضور بمشروع مجلس سوريا الديمقراطية الذي يسعى لتحقيق العدالة والمساواة لجميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك الكُرد، وضمان حقوقهم ضمن دولة ديمقراطية تعددية لامركزية.
شهدت الندوة تفاعلاً حيوياً من قبل الحضور، الذين قدموا مداخلاتهم حول أهمية الحوار السوري السوري كسبيل للوصول إلى حل شامل ومستدام. وأكدوا على دعمهم لمشروع مجلس سوريا الديمقراطية الذي يرونه مؤسسة سياسية فعالة تسعى لتعزيز التفاهم والتعاون بين مختلف المكونات السورية. وتم مناقشة ضرورة تفعيل المشاركة السياسية لجميع الأطراف وتطوير سياسات شاملة تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري بكافة مكوناته.
اختتمت الندوة بتوصيات عدة، أبرزها تعزيز الحوار الوطني السوري، ودعم مبادرات مجلس سوريا الديمقراطية، وتفعيل دور النشطاء السياسيين والأكاديميين في صياغة مستقبل سوريا. وشدد المشاركون على ضرورة استمرار مثل هذه الندوات والحوارات لتعزيز التفاهم وبناء رؤى مشتركة تحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي في إطار جهود مجلس سوريا الديمقراطية المستمرة لتعزيز الحوار والتعاون بين مختلف القوى السياسية السورية، سعياً لتحقيق استقرار سياسي واجتماعي يسهم في إنهاء معاناة الشعب السوري وإعادة بناء وطن يتسع لجميع أبنائه.