عقد مجلس سوريا الديمقراطية يوم 21 سبتمبر 2024 ندوة حوار سياسي في العاصمة السويدية استوكهولم، تحت عنوان “التطورات السياسية في سوريا ومستقبل اللامركزية”. بحضور نخبة من النشطاء السياسيين والإعلاميين من مختلف المكونات السورية، من عرب وكُرد وسريان. تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها المجلس لتعزيز الحوار السوري-السوري، وإيجاد حلول سياسية تُعنى بمستقبل سوريا في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة. يُعتبر هذا الحدث جزءًا من سلسلة فعاليات وندوات ينظمها المجلس للتواصل مع الجاليات السورية في المهجر، وإشراكهم في العملية الديمقراطية و الحوارات المتعلقة بالشأن الوطني السوري ومستقبل البلاد.
افتتاح الندوة وترحيب بالحضور
افتتحت الندوة بكلمة من الأستاذ جوزيف لحدو، الذي رحب بالحاضرين وأعرب عن تقديره للدور الفاعل الذي يقوم به مجلس سوريا الديمقراطية في تعزيز الحوار الوطني وجمع الأطراف السورية على طاولة الحوار. ثم أعطى الكلمة إلى الدكتور رزگار قاسم، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في ألمانيا، بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالًا لأرواح شهداء الحرية.
كلمة الدكتور رزگار قاسم
في كلمته، تطرق الدكتور رزگار قاسم، إلى النشاطات المكثفة التي يقوم بها مجلس سوريا الديمقراطية سواء في الداخل السوري أو في المهجر. شدد على أهمية التواصل المستمر مع الجالية السورية في الخارج عبر هذه الندوات، والتي تهدف إلى تعريفهم بمشروع المجلس السياسي والاجتماعي، ودور الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. كما أشار إلى أن هذه اللقاءات تتيح فرصة للحوار وتبادل الأفكار حول مستقبل سوريا، وخصوصًا في ظل استمرار الأزمة السورية.
الحوار السوري-السوري ومسارات العمل الوطني المشترك
أعطيت الكلمة بعد ذلك إلى الأستاذ حسن محمد علي، الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، الذي تناول في حديثه محور الحوار السوري-السوري، مؤكدًا على أهمية هذه اللقاءات في بناء مسارات العمل الوطني المشترك. أوضح أن مستقبل سوريا يعتمد بشكل كبير على توافق جميع مكوناتها السياسية والاجتماعية، وأن الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى حلول تضمن وحدة البلاد وتلبي تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
وأكد حسن محمد علي أن مجلس سوريا الديمقراطية يعمل بجدية على تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف السياسية السورية، مشيرًا إلى التحديات التي تعترض هذا المسار بسبب مواقف بعض الجهات المعادية لطموحات الشعب السوري في تحقيق الاستقرار والحرية. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن المجلس سيواصل جهوده في هذا الاتجاه، مرحباً بكل من يرغب في التعاون والمشاركة في رسم مستقبل سوريا الجديد.
أهمية اللامركزية في تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية
تلا ذلك كلمة من الأستاذ علي رحمون، نائب الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، الذي ركز بدوره على محور اللامركزية وأهمية التجربة التي تقودها الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. أكد رحمون أن اللامركزية هي الخيار الأفضل لسوريا لضمان توزيع عادل للسلطة والموارد بين مختلف المناطق والمكونات السورية، بما يحفظ وحدة البلاد ويعزز من استقرارها.
وأشار إلى أن التجربة التي تعيشها الإدارة الذاتية الديمقراطية يمكن أن تشكل نموذجًا يحتذى به في مختلف المناطق السورية، حيث تُعزز الديمقراطية المحلية وتمكن المواطنين من المشاركة الفعالة في إدارة شؤونهم. وأكد أن مجلس سوريا الديمقراطية ملتزم بتطوير هذا النموذج بالتعاون مع كافة القوى الوطنية الحريصة على مستقبل سوريا وشعبها.
تفاعل الحضور ونقاشات مثمرة
بعد الكلمات الرئيسية، فُسح المجال للحضور للمشاركة في النقاش وإبداء آرائهم وطرح الأسئلة. أثرت المداخلات التي قدمها المشاركون الحوار، حيث تم طرح مجموعة من القضايا المحورية مثل تحديات المرحلة المقبلة في ظل التناقضات الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز الحوار الوطني والتنسيق بين مختلف القوى السورية لتحقيق الاستقرار الدائم.
تفاعل الحضور بشكل إيجابي مع الأفكار التي تم طرحها خلال الندوة، مما أتاح الفرصة لنقاشات موضوعية حول كيفية تعزيز التعاون بين جميع مكونات المجتمع السوري، ورسم خارطة طريق مشتركة لبناء سوريا جديدة ديمقراطية تعددية لا مركزية.
ختام الندوة ودعوة للتكاتف
اختُتمت الندوة بدعوة من مجلس سوريا الديمقراطية إلى جميع السوريين، سواء في الداخل أو في المهجر، للتكاتف والتعاون من أجل بناء سوريا على أسس جديدة تقوم على اللامركزية والتعددية السياسية. وأكد المشاركون على ضرورة استمرار الحوار بين مختلف القوى الوطنية، معتبرين أن مثل هذه الندوات هي خطوة هامة نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية، الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
دور مجلس سوريا الديمقراطية في المرحلة المقبلة
أشاد الحضور بالدور الذي يلعبه مجلس سوريا الديمقراطية في توحيد الصفوف وتعزيز الحوار الوطني. كما أعربوا عن تقديرهم للجهود الجبارة التي يقوم بها المجلس لتعزيز مشروع اللامركزية، والذي يراه الكثيرون السبيل الأمثل لتحقيق استقرار سوريا، خاصة في ظل تعقيدات الوضع الراهن.
في ختام الندوة، توافق الحضور على ضرورة تكثيف الجهود والتعاون المستمر بين جميع القوى السورية لضمان مستقبل مشرق لسوريا، دولة ديمقراطية تعددية لامركزية تحترم حقوق جميع أفرادها ومكوناتها وتحافظ على وحدة أراضيها.
إعداد التقرير: هڤال ديركي