آخر الأخبار
Kurdîاخباركردستان

بوادر حل سياسي للقضية الكُردية؟

بهجلي يدعو أوجلان للبرلمان وأردوغان يصفها بفرصة تاريخية

تشهد القضية الكُردية في تركيا تطورات متسارعة تحمل بوادر تحول كبير في المشهد السياسي التركي، مع تصاعد الخطاب الداعي إلى إنهاء الصراع المستمر بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني (PKK). ففي 22 أكتوبر 2024، ألقى دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية والحليف الرئيسي للرئيس التركي  أردوغان، تصريحًا غير مسبوق دعا فيه إلى رفع العزلة عن قائد حزب العمال الكُردستاني عبد الله أوجلان، بشرط موافقته على إعلان حل الحزب ونزع سلاحه.

عرض بهجلي: دعوة للبرلمان وللسلام

في تصريحاته، وجه بهجلي نداءً واضحًا لأوجلان، قائلاً إن الحل يجب أن يتجه “من إيمرالي (في إشارة إلى أوجلان في محبسهِ) إلى البرلمان”، و أضاف أنه يجب إزالة مشكلة PKK من جدول أعمال البلاد بشكل كامل. يأتي هذا التصريح كإشارة إلى استعداد تحالف الجمهور، الذي يضم حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، للتعامل مع القضية الكُردية من خلال قنوات سياسية.

زيارة نادرة لعبد الله أوجلان

وفي خطوة ذات دلالة، سمحت السلطات التركية للنائب عمر أوجلان بزيارة عمه عبد الله أوجلان في إيمرالي، مما يعزز التكهنات بوجود محادثات سرية أو مداولات داخلية تهدف إلى إيجاد حل سياسي للقضية الكُردية في شمال كُردستان. هذه الزيارة تمثل نقطة تحول، حيث تعزز التكهنات بأن هناك نية حقيقية لدى الحكومة التركية للتواصل مع أوجلان بهدف التوصل إلى تسوية.

تصريحات حزب الشعب الجمهوري ومنافسة على تقديم العروض

على الجانب الآخر، أبدى أوغور أوزال، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، نية للمنافسة في تقديم الحلول السياسية للكُرد. فعشية جولته إلى المدن الكُردية، صرح بأنه “سيرفع السقف أكثر من دولت بهجلي” وعبر عن رغبته في تقديم “دولة جديدة” للكُرد، في خطوة تهدف إلى جذب أصوات الناخبين الكُرد، وزيادة الضغط على الحكومة الحالية لتقديم تنازلات سياسية أكبر.

أردوغان وتحالف الجمهور: فرصة تاريخية

من جانبه، أعرب الرئيس أردوغان عن أمله في ألا تؤدي “المصالح الشخصية إلى ضياع الفرصة التاريخية” التي يقدمها تحالف الجمهور لحل القضية الكُردية، في إشارة إلى استعداده للمضي قدمًا في أي مبادرة سياسية تنهي الصراع مع PKK وتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدولة التركية و الشعب الكُردي.

حزب “DEM” ودعوات لإنهاء العزلة

تولاي أوغولاري، رئيسة حزب “DEM”، أكدت بدورها أن بداية أي مرحلة سلام جديدة تتطلب إنهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان، داعية إياه إلى الحضور في البرلمان والإدلاء برأيه حول هذه العملية. موقف أوغولاري يعكس رغبة البرلمانيين الكُرد في المشاركة الفعلية في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم أن معالم الحلول المقترحة لا تزال غير واضحة، إلا أن الثابت هو رغبة أردوغان في إنهاء الصراع بشكله التقليدي القديم، مما يفتح الباب أمام الكُرد لوضع قضيتهم على أجندة السياسة التركية. تأتي هذه التطورات في ظل تغييرات إقليمية كبيرة قد تتيح للكُرد تحقيق مكاسب سياسية هامة في المرحلة المقبلة.

إن هذه التطورات تشكل لحظة محورية للقضية الكُردية، مع تزايد الدعوات لفتح قنوات سياسية جديدة بدلاً من المواجهة المسلحة. ومع وجود رغبة معلنة من قبل الحكومة التركية وبعض الأطراف السياسية المعارضة، يبقى السؤال حول مدى جدية الدولة التركية، وما إذا كانت هذه المبادرات ستقود إلى سلام دائم وشامل بين الكُرد والدولة التركية.

 

تقرير: هڤال ديركي

يرجى متابعتنا والإعجاب :
Pin Share

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

مشاركة