بعض النظر عن العملية العسكرية التركية في شمال سورية والتي تتفاعل دوليا واقليميا من كل الأطراف حتى المحلية منها .جرى اتفاق عسكري بين قوات قسد الادارة الذاتية في شمال شرقي سورية وبين الحكومة السورية وبرعاية روسية لحماية الحدود السورية الشمالية من العملية العسكرية المرتقبة وسط موقف روسي داعم ومساند لقوات النظام كون المناطق المستهدفة تقع غرب الفرات مناطق النفوذ الروسي والنظام وكذلك موقف ايراني يميل إلى رفض العملية العسكرية لوجود مناطق الشيعة التابعة لها في النبل والزهراء القريبة جدا من الاستهدافات التركية .
ولعل من اهم دواعي تقارب قسد للنظام السوري انهم قوات سورية بامتياز يضمون في صفوفهم كل المكونات السورية المعروفة . واثبات انهم سوريون وغير انفصاليين كما يزعم المتحاملين عليهم .
وأيضا أن الحكومة السورية هي المعترفة والممثلة في هيئة الأمم المتحدة وهي المسؤولة والمعنية قانونيا ودوليا بحماية الأراضي السورية كما هي الممثلة رسميا ووطنيا الجهة المخولة للاتفاق معها كمان أن شمال شرقي سوريا وقواتها ومكوناتها هي جزء من الأراضي السورية وواجب الدفاع عنها ملزم للجميع بغض النظر عن المواقف السياسية .
وأيضا من دوافع الاتفاق والتقارب يستدعي الأمر من الحكومة السورية إبداء مرونة اكبر لانهم أبنائها في النهاية والمقصود هنا قوات سوريا الديمقراطية كما أنه لا يمكن ومن قبل الطرفين التعويل على القوى الدوليه سواء أمريكا وروسيا لانها أسيرة لمصالحها في المقام الأول وهي تخدم اجنداتها ودولها وقد سبق لها ان استهانت بالسوريين واراضيهم في عفرين وكذلك في رأس العين وتفاعل الدور الروسي الحالي عسكريا بجلب طائرات تحمل المضليين الروس إلى مطار القامشلي ربما مبعثه الغضب الروسي من موافقة تركية على انضمام السويد وفنلندة الى حلف الناتو وموافقتهاعلى الشروط التركية بحث يصبح حدود الناتو مع روسيا مباشرة بطول يقارب ١٠٠٠كم والجدير بالذكر الإشارة أيضا إلى تراخي ومرونة إيران تجاه العملية العسكرية التركية يعود إلى فشل الملف النووي الايراني مع الغرب وإلى زيارة بايدن إلى المنطقة وإسرائيل وجدة لتشكيل حلف عسكري بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة إيران أو ما يسمى بالناتو العربي أو تشكيل تحالف سني عمل عليه ولي العهد السعودي بزيارته المكوكية لمصر والأردن وتركية وضخ المليارات لخزينة الدول المذكور ومساعدتها لترسيخ الاصطفاف ضد إيران.
ويبقى أن نقول ان الإدارة الذاتية و قسد هي تسعى بكل جهودها وامكاناتها للحفاظ على شعبها بكل مكوناتهم وما تقاربها مع الدولة السورية الا لنفس الغرض والاهداف.