تظاهر المئات من أبناء الجالية الكوردية في مدينة كولن الألمانية، اليوم الأحد، احتجاجًا على الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها أهالي عفرين المحتلة الواقعة في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال سوريا. التظاهرة جاءت بدعوة من منظمات حقوقية و مجتمع مدنية، مطالبة بوقف الجرائم والانتهاكات التي تُمارس بحق المواطنين الكورد على يد الفصائل السورية المسلحة المدعومة من تركيا.
إدانة واسعة للجرائم والانتهاكات في عفرين المحتلة
أدان المتظاهرون بشدة الانتهاكات المستمرة في عفرين المحتلة منذ أن سيطرت عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها في عام 2018. ورفع المشاركون لافتات تندد بالجرائم التي تشمل الاعتقالات التعسفية، مصادرة الممتلكات، وفرض إتاوات (جزية) باهظة على سكان المنطقة من الكورد، خاصة فيما يتعلق بموسم الزيتون الذي يمثل شريان الحياة الاقتصادي لأهالي عفرين.
ووفقًا للتقارير الواردة، تفرض الفصائل المسلحة إتاوات عالية على المزارعين، وتصادر جزءًا كبيرًا من المحصول، مما يزيد من معاناة الأهالي الذين يواجهون أوضاعًا اقتصادية صعبة تحت وطئة الاحتلال التركي.
شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال التركي وانسحاب الفصائل المسلحة
خلال التظاهرة، رفع المتظاهرون أعلام كوردستان و وحدات حماية الشعب والمرأة وشعارات تطالب بإنهاء الاحتلال التركي لعفرين وانسحاب الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا من كافة المدن والبلدات في المنطقة. وطالب المتظاهرون بعودة المهجرين إلى منازلهم بشكل آمن، ووقف السياسات التمييزية والتغيير الديموغرافي الذي تُمارسه الفصائل بحق السكان الأصليين.
التأكيد على الاحتلال التركي لعفرين
منذ احتلال تركيا لعفرين في مارس 2018، تعيش المدينة تحت سيطرة فصائل سورية مسلحة مدعومة بشكل مباشر من أنقرة. وتشير التقارير إلى أن هذه الفصائل ترتكب انتهاكات ممنهجة بحق السكان، تشمل الاعتقالات القسرية، الابتزاز المالي، والاستيلاء على الممتلكات، بهدف تغيير التركيبة السكانية للمنطقة وفرض واقع جديد يخدم مصالح الاحتلال التركي.
دعوات للتحرك الدولي لوقف الانتهاكات
ناشد المشاركون في التظاهرة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بضرورة التحرك الفوري لوقف الانتهاكات في عفرين المحتلة. وطالبوا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتدخل وفرض عقوبات على الأطراف المتورطة في الجرائم، مشددين على أن استمرار الاحتلال التركي لعفرين يشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة ويمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي.
وأكد المتظاهرون أن صمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في عفرين المحتلة يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية هناك، ويمنح الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا الضوء الأخضر لمواصلة انتهاكاتها بحق السكان الكورد.
إعداد التقرير: هڤال ديركي
