بيان صادر حركة التجديد الكُردستاني في سوريا
حول حملات التحريض العنصرية وخطاب الكراهية ضد الشعب الكُردي، وخاصة الطلبة الكُرد في الجامعات السورية
تتابع حركة التجديد الكُردستاني في سوريا بقلقٍ بالغ التصاعد المقلق لحملات التحريض العنصري الإعلامية، وخطاب الكراهية الموجه ضد الشعب الكُردي، وخاصة الطلبة الكُرد في الجامعات السورية. هذه الحملات، التي تقودها شخصيات سياسية وإعلامية مؤثرة، لا تخدم مصلحة الشعب السوري، بل تأتي في سياق تنفيذ أجندات خارجية، أبرزها تلك التي تسعى إلى زرع الفتنة بين العرب والكُرد، خدمةً للمصالح التركية التوسعية الاستعمارية.
في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون الجامعات السورية حاضنةً للتنوع وبيئةً للعلم والحوار، نشهد ممارسات عنصرية تنذر بتفكك النسيج الوطني. حادثة الاعتداء الجسدي على طالب كُردي في جامعة الأندلس، وتهديد الطلبة الكُرد من قبل مجموعات طلابية تتبنى خطابًا شوفينيًا، ليست سوى مثالٍ صارخٍ على غياب العدالة وتراخي المؤسسات المسؤولة عن حماية حقوق الطلبة.
بدلًا من اتخاذ إجراءات صارمة ضد مرتكبي هذه الاعتداءات، باتت بعض الجهات الأمنية في الإدارة الجديدة تمارس دورًا سلبيًا يُكرّس ثقافة الإفلات من العقاب ويُعمّق الانقسامات. إن مثل هذه السياسات لا تعكس تطلعات السوريين الذين ناضلوا للتخلص من عقودٍ من القمع والاستبداد.
إننا في حركة التجديد الكُردستاني في سوريا، كجزء من الإدارة الذاتية الديمقراطية، ننبذ خطاب الكراهية بجميع أشكاله ونعمل بجد لتحقيق التوافق بين مكونات الشعب السوري، إيمانًا منا بأن العيش المشترك في سوريا اتحادية ديمقراطية تعددية لامركزية هو السبيل الوحيد نحو مستقبل مستقر ومزدهر. كما نؤكد على التزامنا الكامل بدعم جهود مجلس سوريا الديمقراطية لتعزيز الحوار السوري-السوري، الذي يهدف إلى توطيد أسس العدل والمساواة بين جميع المكونات.
وفي المقابل، ندعو إدارة الشؤون السياسية في دمشق إلى الابتعاد عن تكرار أخطاء الماضي، التي كانت سببًا في تفاقم الانقسامات وخلق بيئة من القمع والتمييز والتي أدت إلى اسقاط نظام الاستبداد و الإرهاب. إن المرحلة الراهنة تتطلب شجاعة ومسؤولية في معالجة القضايا العالقة، واعتماد سياسات تخدم مصلحة جميع السوريين، بعيدًا عن الخطابات الإقصائية والتحريضية.
إن سوريا الجديدة التي ننشدها هي سوريا تُبنى على أسس العدالة والكرامة والعيش المشترك بين جميع مكوناتها، بعيدًا عن الكراهية والعنصرية. إن استمرار هذه السياسات التحريضية لن يجلب إلا مزيدًا من الألم والانقسام، وهو ما لا يمكن أن يتحمله وطن يسعى للشفاء من جراح الماضي.
صادر عن المكتب السياسي لحركة التجديد الكُردستاني في سوريا
قامشلو 2025/01/08