آخر الأخبار
اخبارسوريا

تقرير خاص | مصدر مقرب من سماحة الشيخ حكمت الهجري يكشف فحوى الاجتماع… وتصاعد التوترات في السويداء وريف دمشق

السويداء – 2 مايو/أيار 2025

كشف مصدرٌ مقرّب من سماحة الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، عن تفاصيل مشاركته السريعة في اجتماع رسمي ناقش الأوضاع الأمنية في الجنوب السوري، وخصوصاً السويداء وريف دمشق.

وبحسب المصدر، فإن الشيخ الهجري لم يمكث في الاجتماع أكثر من أربع دقائق، حيث طرح بشكل مباشر بنوداً اعتبرها “غير قابلة للتفاوض أو المساومة”، ثم غادر دون الدخول بأي نقاش. وشدد المصدر على أن هذه البنود تُعد الحد الأدنى لضمان كرامة وأمن أبناء الطائفة.

الشروط التي طرحها الشيخ الهجري جاءت كالتالي:

1. رفض قاطع لتسليم السلاح: “سلاح الجبل للجبل”.

2. منع تواجد ما يسمى بالأمن العام أو أي تشكيل تابع له، بما في ذلك مكاتب الأنتساب.

3. فك الحصار عن محافظتي السويداء وريف دمشق بشكل فوري.

4. وقف إطلاق النار الشامل، وإبعاد الجماعات المتطرفة التابعة للحكومة المؤقتة عن مناطق الدروز.

5. فتح تحقيق دولي في الجرائم المرتكبة بحق أبناء الطائفة في ريف دمشق والسويداء.

6. إعادة فتح طريق دمشق – السويداء وتأمين حمايته.

7. حصر مهام الضابطة العدلية بأبناء السويداء فقط.

وأكد المصدر أن سماحة الشيخ شدّد على أن أي اتفاق لا يتضمن هذه البنود يُعدّ خرقاً لما أُعلن بشكل مباشر أمام الجميع، مشيراً إلى أن الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة مساءً، باستخدام قذائف الهاون، تضع الجميع أمام مسؤولية الرد على الاعتداءات دون التفريط بحق الدفاع المشروع عن النفس.

الوضع الميداني: كمين دموي في الجنوب وتوتر في ريف دمشق

في تطورات ميدانية خطيرة، أُستشهد 23 مقاتلاً درزياً في كمين غادر نفذته مليشياتٌ متطرفة وعناصر رديفة يرجح أن تكون من فلول داعش قرب طريق السويداء – درعا، وفق ما أكدته تقارير ميدانية موثقة من المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتُعد هذه الحادثة الأعنف منذ بداية التصعيد الأخير، وقد فجّرت غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية داخل السويداء.

اشتباكات جرمانا – صحنايا

تزامناً، شهدت مناطق جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق توتراً كبيراً عقب انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد والذي سرعان ما اتضح أنه مزيف (مفبرك)، والذي تسبب في موجة احتجاجات واسعة ومظاهرات بشعارات طائفية. وقد أفضت المساعي إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار بحضور محافظي السويداء وريف دمشق، ووجهاء من الطائفة، لكن لا تزال حالة الترقب والتوتر قائمة، في ظل غياب ضمانات واضحة لتنفيذ الاتفاق.

دعوات لحماية دولية وموقف درزي موحد

في ظل التصعيد، دعا سماحة الشيخ الهجري والمجلس الديني الدرزي إلى تدخل دولي لحماية المدنيين، وفتح تحقيق في الجرائم التي طالت أبناء الطائفة في عدة مناطق. كما أكد بيان وجهاء السويداء تمسكهم بالوحدة الوطنية، ورفضهم أي خطاب تقسيمي أو مشاريع انفصالية، مشددين على حقهم المشروع في الدفاع عن النفس.

هذا وفي وقتٍ تتزايد فيه المخاطر، وتنهار الثقة بين المجتمع المحلي وسلطة الأمر الواقع في دمشق، يبقى موقف الدروز واضحاً: لا تسليم للسلاح، لا قبول بالوصاية، ولا مساومة على الكرامة. والكرة الآن في ملعب من يدّعي السعي للاستقرار.

إعداد وتحرير: هڤال ديركي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى