آخر الأخبار
بطاقات الصباح

الأحد/25/05

صباح الخير

أخطر أنواع الخداع هو ما نمارسه على أنفسنا، حين نغلف العجز بثوب الادعاء، ونتظاهر أمام الآخرين بأننا قادرون على كل شيء. نرفع سقف توقعاتنا، ونكتم صوت الحقيقة بداخلنا، فنغفل عن حدودنا، ونتعامى عن نقاط ضعفنا. لا نمتلك الشجاعة لنقول “لا أستطيع”، ولا نتحلى بالتواضع لنعترف بأننا في طور التعلّم لا الاكتمال.

لكن شمس الحقيقة لا تحجبها الكلمات المنمقة، ولا الأقنعة الزائفة. وما إن نصطدم بأول اختبار، حتى تظهر الهوة بين ما ندّعيه وما نحن عليه فعلاً. حينها، لا نغرق في بحر، بل في قطرة، لأننا لم نهيئ أنفسنا للواقع، بل عشنا في وهم القدرة المطلقة.

الثقة بالنفس مطلوبة، بل ضرورية، لكنها تتحول إلى عبء إذا تجاوزت حدودها. فالمعرفة الحقيقية تبدأ من إدراك الذات: ما نملك، وما نفتقد، وما يمكن تطويره. والتواضع لا يعني الضعف، بل هو أول درجات القوة الحقيقية.

الطريق إلى الإنجاز لا يمر عبر الادعاء، بل عبر الصدق مع الذات، والعمل المتواصل، والمثابرة الهادئة التي تنبع من وعي عميق بالإمكانات والحدود. فقط بهذه الروح نرتقي، ونبلغ ما نسعى إليه بثبات لا تزلزله الأوهام.

حسن محمد علي.


نبذة عن الكاتب:

الأستاذ حسن محمد علي

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية

شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى