آخر الأخبار
بطاقات الصباح

الأثنين/02/06

صباح الخير
في زمنٍ تتنازع فيه الصراعات، وتتشابك فيه الأفكار كأمواج متلاحقة، تغدو الحكمةُ في الإصغاء قبل الحكم، وفي التأمل قبل الرفض، فالأفكار، مهما بدت غريبة أو متعارضة، ليست خصومًا، بل مفاتيح قد تفتح أبوابًا لم نعلم بوجودها، ومرايا تعكس جوانب من ذواتنا لم نرها من قبل. ليس المطلوب أن نتبنى كل ما يُقال، بل أن نُحسن الإصغاء، ونُجيد التمييز، أن نعرف كيف نستخلص من التعدد فرصة، ومن التباين أداةَ تفكير، لا منبعَ خوف. فمن يرى بعين الرجاء، يحوّل القبح إلى درسٍ في الجمال، والظلمة إلى طريقٍ نحو النور، والجهل إلى حافزٍ للمعرفة، إنه الإنسان الذي لا تحكمه الثنائيات، بل يسكنه سعيٌ دائم نحو التمام. حين نرتقي بفكرنا إلى هذا الأفق، نُحرر أنفسنا من الأحكام المسبقة، ونصير قادرين على أن نُحوّل التناقض إلى تكامل، والمخاوف إلى طاقاتٍ خلاقة، فنصوغ من كل تجربة، مهما كانت، لبنةً نبني بها أجمل ما نريد، ونمضي واثقين نحو مستقبلٍ نصنعه نحن، لا يُفرض علينا.

حسن محمد علي.


نبذة عن الكاتب:

الأستاذ حسن محمد علي

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية

شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى