
أكد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ما تزال تمثل الشريك الأساسي للتحالف الدولي في محاربة تنظيم داعش، مشيراً إلى أن واشنطن ترى فيها ركناً أساسياً لضمان الاستقرار في شمال وشرق سوريا، على الرغم من بدء تقليص الوجود العسكري الأمريكي في البلاد.
وجاء في التقرير الفصلي لعملية “العزم الصلب”، الذي يغطي الفترة بين أبريل ويونيو 2025، أن القوات الأمريكية والائتلاف الدولي واصلوا تقديم التدريب والدعم الاستخباراتي لقسد، معتبراً أن قدراتها الميدانية لم تتأثر بخطوات إعادة التموضع التي شملت إخلاء ثلاث قواعد في وادي الفرات الأوسط.
ملف السجون والمخيمات
وأشار التقرير إلى أن قسد تتحمل “العبء الأكبر” في إدارة السجون والمخيمات التي تضم نحو 9 آلاف مقاتل من داعش، إلى جانب عشرات الآلاف من عائلاتهم في مخيم الهول ومخيم روج. وحذّر من أن هذه المراكز تمثل “قنبلة موقوتة” أمنياً وإنسانياً، مع محاولات متكررة للتنظيم لإعادة تنظيم صفوفه أو تنفيذ عمليات هروب.
عمليات ميدانية
خلال الفترة المشمولة بالتقرير، نفذت قسد بدعم من قوات التحالف عمليات استهدفت خلايا داعش النائمة في دير الزور والحسكة والرقة. وأكد البنتاغون أن هذه العمليات أدت إلى اعتقال عناصر بارزين وتفكيك شبكات لوجستية ومالية، مما ساهم في “إضعاف قدرة التنظيم على شن هجمات واسعة النطاق”.
علاقات متوترة مع دمشق وأنقرة
أوضح التقرير أن المفاوضات بين قسد والحكومة السورية حول الاندماج في المؤسسات الوطنية لا تزال متعثرة بسبب خلافات على شكل الدولة وصلاحيات الإدارة الذاتية. كما لفت إلى أن تركيا تواصل اعتبار قسد امتداداً لحزب العمال الكردستاني، لكنه شدد على أن التقدم في مسار إدماج قسد بالجيش السوري قد يخفف من احتمالات التصعيد التركي ضدها.
عنصر استراتيجي للسياسة الأمريكية
واعتبر التقرير أن قسد تشكل ركيزة رئيسية في الاستراتيجية الأمريكية بسوريا، كونها:
- خط الدفاع الأول ضد عودة داعش.
- قوة محلية الأكثر تنظيماً.
وختم التقرير بالتأكيد على أن استمرار دعم قسد يخدم الأمن القومي الأمريكي، من خلال منع عودة التنظيمات الإرهابية وتوفير شريك موثوق على الأرض، في وقت تمضي فيه واشنطن بخطوات لخفض كلفتها العسكرية المباشرة في المنطقة.