اعتبرَ رئيس حركة التجديد الكردستاني في سوريا، الدكتور “ريزكار قاسم” أن لجوء تركيا إلى استهداف المدنيين واستخدامها أسلحةً محرّمة دولياً في عفرين يدل على أنها فشلت في حربها ضدَّ المقاتلين الكُرد في المقاطعة، مؤكداً أن “المقاومة البطولية” التي تبديها القوات الكردية هناك فاجأت أنقرة التي كانت تتوقّع “احتلال عفرين في أيام معدودة”.
وقالَ “قاسم” لـ “آدار برس” ردّاً على سؤالٍ حول التناقض في التصريحات التركية التي تقول حيناً بأن عملية عفرين مؤقتة ومحدودة وحيناً آخر بأنها ستمتد على طول الحدود السورية التركية: «تركيا لا تناقض نفسها في هذه المسألة فقط، بل معظم تصريحات مسؤوليها وعلى رأسهم رئيسها في معظم الأحيان متناقضة».
وأضاف أن سبب هذا التناقض يعود إلى «التخبط الذي يعيشونه، أضف إلى ذلك أن سياساتهم دائماً مبنية على الكذب، وهذا يشمل إعلامهم وقنواتهم المرئية أيضاً، والسبب في ذلك هو الفوبيا الكوردية التي يعيشونها، وهي ليست وليدة اليوم بقدر ما تمتد جذورها إلى أيام دولتهم العثمانية».
وقال: «أما تصريحاتهم بأن حربهم على عفرين ستكون مؤقتة، فهذا يدل على فشلهم، حيث كانوا يتخيلون بأنهم خلال أيام معدودة سيحتلون عفرين مع مرتزقتهم وكأنها نزهة لهم، غير أن المقاومة البطولية التي تبديها قواتنا هناك كانت المفاجئة الكبيرة لهم، وستزيد مواقفها تناقضاً أكثر فأكثر».
وتابع: «كما أنها تحاول بتصريحاتها هذه خداع الرأي العام العالمي والداخلي بنفس الوقت، غير أنها ستحرج أكثر كلما طال مقاومة أبطالنا في عفرين، وسيظهر للرأي العام بشكل أكثر مدى عمق التناقض الذي يعيشونه، وهذا ما سيزيد تخبطهم أكثر».
وفي ردّه على سؤالٍ آخر حول التحليلات التي تقول إن تركيا تورّطت في عفرين رغم أنها عضو قوي في الناتو، وما إذا كانت قد تلجأ إلى وسائل أكثر وحشية في عمليتها العسكرية، قالَ “قاسم”: «عندما نقارن بين إمكانيات قواتنا من حيث العتاد العسكري مع الدولة التركية الفاشية كقوة ثانية في الناتو ودولة ذات اقتصاد قوي ولها كتائب مرتزقة كثيرة، تقودنا هذه المقارنة إلى أنها فشلت في هذه الحرب».
وأضاف: «ما يثبت ذلك استخدامها الطيران الحربي واستهداف المدنيين، والأكثر دلالة على فشلها خلال الأسبوعين من حربها وإرهابها، أنها لجأت إلى استخدام الأسلحة المحرمة دولياً (النابالم)، فإن دل هذا على شيء فهو يدل على فشلها».
وقال: «من دون شك ستستخدم تركيا كل ما بوسعها من وحشية لتحقيق هدفها لاحتلال عفرين؛ غير إنني أتوقع أن مقاومة قواتنا ستغير الكثير من الموازين وحتى ستغير مواقف أطراف دولية تجاه إرهاب الدولة التركية ومرتزقتها».
وبشأن مؤتمر سوتشي الذي انعقد أواخر الشهر الماضي وما إذا كانت توصياته تخدم الشعب السوري عموماً والكردي خصوصاً، قالَ “قاسم”: « من وجهة نظري، مؤتمر سوتشي فشل، فهو لم يأت بجديد، وقراراته لم تختلف عما هو في دستور الدولة بكثير، وبالتالي فهي ليست حلاً لسوريا المستقبل، ولا تخدم الشعوب السورية قط».
وأضاف أن «مقاطعة الدول الكبرى لسوتشي تشكل عاملاً مهماً من عوامل الفشل، ناهيك عن الدول الراعية لها، فهي أصلاً سبب ما آلت اليه سوريا وشعوبها من خرابٍ ودمار وعلى رأسها تركيا».
حوار/ سلام أحمد
تحرير/ ع. أحمد