تفاصيل الندوة الحوارية التي عقدها مركز روج آڤا للدراسات الاستراتيجية عبر تطبيق (زووم) يوم الاثنين الواقع في 8/1/2024
تحت عنوان :
” هجمات الاحتلال التركي: الأسباب والمواقف والتداعيات ”
والتي استضافت كلّاً من :
الدكتور مختار غباشي… دكتور في القانون الجنائي والعلوم السياسية.
والدكتور رزگار قاسم… رئيس حركة التجديد الكُردستاني وممثل مجلس سوريا الديمقراطية في ألمانيا و هولندا.
والسيد سنحريب برصوم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السريان.
تناولت الجلسة ثلاثة محاور رئيسية:
– استمرار الاحتلال التركي باستهداف البنية التحتية والمؤسسات المدنية في مناطق شمال وشرق سوريا.
– صمت المجتمع الدّولي “التحالف والروس والدول العربية”.
– المطلوب محلّياً وإقليمياً ودولياً.
مشاركة الدكتور رزگار قاسم رئيس حركة التجديد الكردستاني، و ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في ألمانيا و هولندا.
سؤال – الأسباب المباشرة وغير المباشرة لهجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهدافه البنية التحتية؟
دولة الاحتلال التركي قبل أحداث غزة، وقبل الهجمات التي قامت بها حركة حماس على إسرائيل، والحرب التي بدأت بينهما، تستهدف ومنذ زمن بعيد الشعب الكردي وشعوب المنطقة، فاذا ما عدنا إلى تاريخ هذه الدولة والجرائم التي ترتكبها بحق شعوب المنطقة ككل وعلى رأسهم الشعب الكردي، فإنّها تعود إلى أكثر من مئة عام.
تستغلّ دولة الاحتلال التركي الظروف التي تمرّ بها المنطقة وخاصة بعد أحداث غزة؛ حيث بدأت بشكل واضح باستهداف البنية التحتية لإقليم شمال وشرق سوريا، والسبب الرئيسي لذلك يمكن ربطها بمسألة تاريخية مهمة، وهي استهداف الوجود الكردي، دولة الاحتلال التركي تعيش فوبيا الكرد منذ مئة عام، والمسألة الأساسية ترتكز على أنّ حصول الشعب الكردي على أي مكسب من المكاسب، أو حقّه في تقرير مصيره، أو أدنى حقوقه، ترى دولة الاحتلال التركي أنه يشكّل خطرًا على ما يُسمّى بالأمن الوطني التركي، فتركيا تركّز على هذه النقطة دائمًا؛ لأنّها تدرك أنّها منذ أن أتت إلى المنطقة مذ مئات السنين واغتصبت أراضي شعوب أخرى؛ كالأرمن والكرد واليونانيين، و ارتكبت المجازر بحق الكرد والمسيحيين “السريان والأرمن” فهي تعرف جيّداً بأنّها دولة استيطان، منذ مئات السنين جاءت باسم الإسلام واحتلّت المنطقة وأعلنت ما تُسمّى بالسلطنة العثمانية تحت راية الإسلام، ولكنّها في الحقيقة دولة احتلال، لقد جاؤوا من أقاصي أسيا الوسطى واحتلوا هذه المناطق وارتكبوا المجازر بحق شعوب المنطقة وعلى رأسهم الشعب الكردي، وإلى يومنا هذا؛ فالهجمات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا ماهي إلا امتداد إلى ما قبل مئة عام، وعبر أربعمئة عام من عصر دولة الاحتلال العثماني وإلى اليوم، وهذا هو السبب المباشر.
أمّا السبب غير المباشر الذي يرتبط بالسبب المباشر فهو ما يُسمّى بميثاقها “الملّي” الذي وضعه الاتراك لأنفسهم، هذا الميثاق الذي يقوم على أساس احتلال أراضي الدول المجاورة.
فشمال كردستان محتلّة إلى يومنا هذا، ولكن على أساس هذا الميثاق تريد دولة الاحتلال التركي التوسّع مرة أخرى في مناطق تدّعي أنّها مناطق تركية حسب ما يُسمّى بميثاقها الملّي مثل الموصل وكركوك وحلّب؛ فهي كـ ”مسمار جحا” حتى قبل أعوام قبر سلطانهم الذي يُدعى بـ” سلطان سليمان “الموجود في سوريا ادّعوا أنّهم سيحرسونه، ولكن كانت لهم أهداف احتلالية في سوريا، واليوم تحتلّ مناطق في روج آفا، من عفرين إلى سري كانيه، ولها أطماع في حلّب؛ فالدولة التركية دولة احتلال منذ أن جاءت من أسيا الوسطى إلى اليوم، وتستخدم الإسلام كذريعة للتدخّل في هذه المناطق واحتلالها.
سؤال: الاحتلال التركي يستهدف مناطق شمال وشرق سوريا، وهذه المناطق تضم جميع المكونات، والكرد إحدى تلك المكونات التي تشارك في إدارة المنطقة، وبالرغم من ذلك فإنّ الاحتلال التركي يستمر في مهاجمة المنطقة بحجة الكرد؛ حبذا لو توضّح هذه النقطة؟
طبعا عندما تحدّثتُ عن السبب المباشر وربطته بالمسألة الكردية وفوبيا الكرد، وأشرت في نفس الوقت إلى أن شعوب المنطقة بالإجماع تعرّضت لإبادات من قبل الأتراك؛ كالسريان والأرمن والكرد والعرب وغيرهم من الشعوب الأخرى حتى اليونانيين، فاليوم بالرغم من وجود إدارة وإقليم يُدار من قبل مكوّنات المنطقة أجمع من كرد وعرب وسريان وحتى التركمان بالرغم من قلّتهم موجودون في هذه الإدارة، لكن الإدارة الذاتية ترى بأنّ شأنهم شأن الكرد والسريان، ولكن المسألة لا تكمن في ذلك؛ بل تكمن في أنّ الأنظمة الديكتاتورية ترى أنّ الإدارة الذاتية تعادي مصالحها ودكتاتورياتها.
هذه المنطقة و منذ أكثر من مئة عام تعيش أول تجربة ديمقراطية على أساس أخوّة الشعوب والتعايش السلمي في ما بين الشعوب؛ حيث تشترك جميعها في إدارة نفسها بنفسها، ولا فرق بينهم، وهذه التجربة تشكّل تهديدًا لنظام الأسد الديكتاتوري ولنظام الفاشية التركية التي تنكّل بالشعوب إلى هذه اللحظة، وتشكّل تهديدًا لنظام ملالي طهران أيضاً؛ لذا تراهم يجتمعون في محور واحد ضد هذه الإدارة، ويبذلون كلّ ما في وسعهم وبكلّ ما أوتوا من قوة لخلق فتنة بين مكونات إقليم شمال وشرق سوريا؛ فهذا أيضاً يُعتبَر سببًا من الأسباب (عدا فوبيا الكرد )، وهذا ما يسبّب هاجساً للأنظمة الديكتاتورية وعلى رأسهم الأتراك الذي استخدموا السوريين بشتّى الوسائل كمرتزقة في مختلف المناطق؛ فهم يعادون تجربة الإدارة الذاتية؛ ولولا هذه التجربة لكانت تركيا “تسرح وتمرح” على الجغرافية السورية، متجاوزة ذلك إلى مناطق أخرى من الدول العربية.
فبعد فشل المشروع الإخواني ” المنظومة الإخوانية ” بدءًا من مصر “مرسي” إلى “الغنوشي” في تونس وغيرهم، هذا المشروع الذي قاده أردوغان، وركّز كلّ جهوده في ضرب الإدارة الذاتية الديمقراطية، من خلال ضرب الإدارة الذاتية واستهداف البنية التحتية، واستهداف وجود الشعوب، واستهداف لقمة عيش الشعوب التي تشارك في إدارة هذه المنطقة، تهدف تركيا إلى استيطان وتوسع في المنطقة، وهذا واضح للجميع.
سؤال: كيف يمكن قراءة موقف المجتمع الدولي حيال هذه الهجمات؟
للأسف الشديد، الموقف الدولي الذي يرى ما تقوم به دولة الاحتلال التركي لا يليق بحجم هذه الدول ووجودها في المنطقة، وما تدّعيها من مسائل حماية الشعوب، ونشر الديمقراطيات..
الأتراك حتى الآن يلعبون على مختلف الأوتار، وذلك بسبب وجودهم في الناتو من جهة وفي حلّف آستانا الذي يعادي حلّف الناتو من جهة أخرى، بالرغم من ذلك حلّف الناتو أو الدول الموجودة فيه، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية لم تتبنَّ الموقف المطلوب حيال خروقات دولة الاحتلال التركي حتى خروقاته ضد دول الناتو، أو القوانين التي تعمل عليها دول الناتو نفسها قبل أن تقوم بواجبها حيال شعوب المنطقة؛ فدول التحالف والولايات المتحدة الامريكية جاءت إلى المنطقة لمحاربة الإرهاب، تغض الطرف عن صانع الإرهاب و داعمه، وتسمح للإرهابيين بأن يمرّوا من بلاده إلى دول الجوار ( العراق و سوريا )، وهذا يقودنا إلى التعمّق في السياسة وماهية السياسة لدى الدول العظمى؛ كروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والدول المنضوية تحن لواء التحالف الدولي ضد الإرهاب، و يمكن ربط هذا الموقف بالسياسة الاستراتيجية عندما نقارن هذه المسألة بشكل دقيق وواقعي بالمشروع المخطّط للمنطقة، والذي اتّخذ من وجود الإرهاب وسيلة وحجّة، والذي كان موجودًا بالفعل ( داعش) نرى بأنّ هذا المشروع هو سبب غضّ الطرف من قبل الولايات المتحدة والدول الأخرى عمّا تقوم به تركيا.
فالاحتلال التركي يقوم بالدور المكلّف به من قبل التحالف الدولي والدول الكبرى للقيام بدور في هذا المشروع القائم في هذه المنطقة، والذي يجري على قدم وساق؛
المشروع الذي أقصده هو مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، والدور المنوط بتركيا برأيي هو إدخال الدواعش الذين قدموا من مختلف دول العالم والذين استقبلهم “الميت التركي” في أنقرة واسطنبول إلى سوريا، لم يكن الهدف منه هو ضرب النظام السوري، ولكن في هذه النقطة تجاوزت تركيا الدور الموكَّل لها؛ حيث وجّهت هذا الإرهاب إلى الكرد وشعوب شمال وشرق سوريا، وهذا ما أكّده بعض الذين كانوا في صفوف المعارضة، فالدور المنوط بتركيا بحكم وجودها في الناتو هو القيام بخروقات ليس ضد مناطق شمال وشرق سوريا فحسب، بل تقوم بخروقات حتى مع الدول المتحالفة معها، فهي تحاول استغلال كلّ الفرص لصالحها ولصالح العنصرية التركية، متجاوزة كلّ القوانين، ومشروع “الشرق الأوسط الجديد” في المنطقة باعتقادي هو أيضاً سبب من الأسباب، فالمراحلّ التي يمرّ بها هذا المشروع هو السبب في غضّ الدول العظمى النظر عمّا تقوم به تركيا في المنطقة.
عندما نعود إلى تقييم الفترة الماضية؛ لو كانت هناك قدرة لدى الاتراك لدخلوا مناطق شمال وشرق سوريا، واحتلوها منذ زمن بعيد، وحاولوا مراراً وعرضوا إمكانياتهم لحليفتهم أمريكا والتحالف الدولي كبديل لقوات سوريا الديمقراطية، ولكن الأمريكان رفضوا ذلك، أي أنّهم لم يفسحوا المجال للأتراك للدخول إلى مناطق شمال وشرق سوريا، بالمقابل سمحوا لهم باستهداف المدنيين والكوادر السياسية التابعة للإدارة الذاتية بالمسيّرات، ولكن تركيا تجاوزتها في ضرب البنية التحتية، ولا أستبعد أن يكون هناك ردّ وتغيّر في موقف بعض الدول الموجودة في التحالف الدولي بعد استهداف تركيا البنية التحتية، لأنّها بهذا الاستهداف تجاوزت الاتفاق، ولكن بشكل أبعد من ذلك تركيا موجودة ضمن هذا المشروع، ويتم استخدامها كأداة لتنفيذ هذا المشروع، وهم (الأتراك) يدركون أنّهم ضمن المشروع كما جرى في سوريا والعراق، فإيران وتركيا أيضا مستهدفان، لذا تراهم بالرغم من خلافاتهم التي تمتد إلى أعماق التاريخ اجتمعوا في حلّف استانا؛ لأنّهم يدركون تمامًا أنّه من خلال هذا المشروع أو أي بلد يعيش فيه مختلف الأعراق والشعوب سيسمح لهم أن يحصلوا على حقوقهم وتقرير مصيرهم والعيش بكرامة، حتى وإن كان ضمن الجغرافية ذاتها دون تقسيم الجغرافية الموجودة، فتركيا تعلم جيّدا بأنّها ستتعرّض لذلك، ولكن أمريكا والدول الأخرى التي هي أصحاب هذا المشروع حسب المخطّط الذي وضعوه، حيث لهم النفس الطويل، تغضّ الطرف عمّا تقوم به تركيا، فالدول الكبرى هي التي تقوم بالتنفيذ حسب مصالحها، وبرأيي سيأتي ذلك اليوم الذي تُسْتَهدفُ فيه تركيا؛ لأن هدف مشروع “الشرق الأوسط الجديد” هو تغيير المنطقة، ونيل الشعوب حرياتها، وضرب كل ما هو متعلّق بالعنصرية؛ فتركيا تجاوزت العنصرية ووصلت إلى مرحلّة الفاشية بعدائها لكافة شعوب المنطقة.
سؤال: ما هو المطلوب محلّيًّا لمواجهة هذه الهجمات؟
تُعتبَر مسألة تمتين الجبهة الداخلية من الأمور المهمة، فنحن شعوب روج آفا وشمال وشرق سوريا نعيش على أرضنا التاريخية منذ آلاف السنيين؛ فتركيا تدّعي دائمًا وتنادي بالأمن الوطني، لذلك على كافة الشعوب والقيادة السياسية والعسكرية أن تحرص على الأمن الوطني للإقليم، فهذه ضرورة.
فتركيا المحتلّة والاستيطانية منذ مئات السنين عندما تتكلّم عن أمنها الوطني – وهذا ادّعاء على حساب شعوب المنطقة- ونحن نغضّ الطرف عن أمننا الوطني، وهذا بمثابة إعطاء الفرصة لتركيا وللمتربّصين بنا لتنفيذ أجنداتهم، فالمطلوب بالدرجة الأولى هو الأمن الوطني للمنطقة، وهذا مطلوب منّا كقيادة سياسية وعسكرية، ويجب على شعوب ومكوّنات المنطقة أن تدرك ذلك جيّدًا، وعلينا أيضًا أن نتجاوز الأفكار العشائرية التي لازالت تسيطر على بعض المجموعات العشائرية، حيث تفضّل الفكر العشائري على الفكر الوطني أو على الأمن الوطني للإقليم.
نحن نحتاج إلى توعية الشعوب بمسألة الأمن الوطني، والتعريف بماهية الدولة التركية وحتى ماهية النظام القائم وماهية النظام الإيراني؛ لأنّهم لا يشكّلون خطرًا على العنصر الكردي فحسب، بل على شعوب المنطقة ككل، ويستهدفون كلّ الشعوب؛ وإذا أُغرقت السفينة فسيغرق الجميع، فمسألة التوعية تعني عدم ترك ثغرات بين الجماهير والقيادة السياسية، وهو أمر ضروري، وهو مطلوب من القيادة السياسية، فيجب عليها إطلاق كوادر تنويرية من ضمن المكوّنات الموجودة في المنطقة.
فيما يتعلّق بمسألة التشبّث بالأرض وعدم الهجرة؛ فالهجرة مرفوضة، ولكن هناك واجبات مطلوبة وهي حقوق للشعب المتشبّث بأرضه، حقوق تقع على عاتق القيادة السياسية أو حكومة الإقليم، وعلى حكومة الإقليم القيام بواجبها للحدّ من الهجرة؛ فعندما أتحدّث عن الأمن الوطني هناك جوانب عديدة للأمن الوطني، هناك الجانب الاجتماعي والجانب العسكري والجانب السياسي والجانب الاقتصادي، وهنا أقصد بالأمن الوطني أنّ هناك تهديداتٍ وعوامل خارجية تستهدف هذا الأمن من الدولة التركية بالدرجة الأولى، ومن النظام والإيرانيين بالدرجة الثانية، فطرح هذا الموضوع يُعتبَر غاية في الأهمية؛ فمسألة الأمن الوطني للإقليم تشرح كل ما أريد شرحه لساعات طويلة، لذلك؛ فكلّ أصحاب الإمكانيات والقدرات عليهم القيام بمهمّة توعية شعوبهم لمواجهة هذه الاخطار، سواء كانت داخلية أم خارجية، فالقيادة السياسية والمثقّفون الموجودون هم المسؤولون عن ذلك بالدرجة الأولى، وبرأيي؛ فإنّ الشعب يقوم بواجبه، فبقاؤه على هذه الأرض بالرغم من القصف التركي والسياسات الهمجية التي يقوم بها محور أستانا من النظام وايران والأتراك، والتي يتمّ غضّ الطرف عنها، وتشبّث الشعب بأرضه ووجوده هو بحدّ ذاته مقاومة عظيمة.
كلمة ختامية
أنا متفائل من الناحية الاستراتيجية، وأوضاع المنطقة -بالتأكيد- لن تكون كما تريده الأنظمة الديكتاتورية والفاشية في المنطقة، سواء كانت تركيا أم إيران أم غيرهما، والمنطقة سوف تتغيّر نحو الأفضل، والإدارة – بالرغم من كلّ المصاعب وكلّ الأعداء حولها- تعيش حالة تشاركية؛ فجميع مكوّنات المنطقة تتشارك في إدارة الإقليم، وهناك أواصر أخوة متينة؛ وهذا ما يزيد من تفاؤلنا.
من خلال خوضنا للعملية السياسية في الخارج من أجل الإقليم، وكذلك السياسة الداخلية، وتكاتف المكوّنات، يمكنني القول أنّني متفائل أنّ المنطقة ستتغيّر نحو الأفضل، وأنّ إقليم شمال وشرق سوريا هو النموذج الأوّل للشرق الأوسط الذي يتوجّه نحو التغيير.