أصدر الدكتور حازم نهار، إلى جانب مجموعة من السياسيين والإعلاميين والفنانين السوريين، بيانًا موجّهًا إلى الرأي العام السوري يدعو فيه إلى الحد من خطاب الكراهية المتفشي في المجتمع السوري. وجاء البيان في ظل ما وصفوه بالظروف الاستثنائية التي تعيشها سوريا، بما في ذلك الخسائر والانكسارات الكبيرة التي عانى منها السوريون، والتي أدت إلى خلق بيئة غير صحية تتسم بانتشار الكراهية وغياب الوئام.
وقد شد البيان على أن خطاب الكراهية أصبح يشكل عائقًا أمام تحقيق أي تقدم باتجاه المصالحة الوطنية، مشيرًا إلى أن استمراره يزيد من تعميق معاناة السوريين. وأكد الموقعون على البيان أن السلطة الحاكمة تعد من أبرز أسباب انتشار الكراهية بسبب سياساتها الاستبدادية التي تغذي الظلم وتخلق بيئة خصبة لنمو الكراهية.
وأشار البيان إلى الدور السلبي الذي تلعبه وسائل الإعلام، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، في نشر خطاب الكراهية عبر استثمار الأصوات العنصرية والطائفية. كما دعا البيان إلى مواجهة هذه الظاهرة عبر تعزيز ثقافة الحوار والتسامح، والسعي لتطوير بيئة صحية للتشارك والتضامن بين مختلف فئات الشعب السوري.
وختم الموقعون بيانهم بتعهدهم بالعمل على دعم التحول الديمقراطي السلمي في سوريا، والسعي لنشر ثقافة الحوار والاحترام المتبادل، بعيدًا عن خطاب الكراهية والعنف. وشمل البيان توقيعات العديد من الشخصيات المؤثرة من مختلف المجالات، مثل الناشطين السياسيين والإعلاميين والفنانين.
واستعرض البيان مجموعة من الأسباب التي أدت إلى تفشي الكراهية في المجتمع السوري، من أبرزها الاستبداد السياسي، الذي أسهم في خلق بيئة قمعية عززت من الانقسامات والكراهية بين فئات المجتمع. كما تم التطرق إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي زادت من حالة التوتر بين الأفراد، ما جعل بيئة الكراهية أكثر انتشارًا، لا سيما في ظل اللجوء والنزوح والفقر المتفاقم.
وتناول البيان أيضًا التطرف بشتى أنواعه – سواء كان دينيًا، قوميًا أو مذهبيًا – بوصفه من العوامل الأساسية التي تغذي الكراهية، حيث يستغل المتطرفون ضعف الاستقرار الاجتماعي لزرع الأفكار العدائية، ما يؤدي إلى نشر العنف وزيادة التفرقة.
كما لفت البيان إلى أن النخب السياسية والثقافية والدينية لم تسهم بما يكفي في نشر خطاب التسامح والاحترام المتبادل، بل إن بعضها شارك في تعميق الانقسامات عبر اعتماد خطاب مغلق ومنعزل على نفسه، ما أدى إلى تفاقم الأزمة وتزايد مظاهر الكراهية. هذا إلى جانب استحضار بعض الخطابات التاريخية التي تعيد إحياء الثأرات القديمة، مما يزيد من عمق الجراح ويحول دون التوصل إلى حلول سلمية.
وأعلن الموقعون التزامهم بجملة من المبادئ التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار والتضامن، من خلال الدعوة إلى احترام الاختلافات الفردية والجماعية، ورفض جميع أشكال التشهير والتحريض. كما أكدوا أهمية تطوير النظام التعليمي في سوريا ليعزز قيم التفكير النقدي وقبول الرأي الآخر، بدلاً من التشدد والانغلاق.
ودعا البيان إلى الدخول في مواجهة فكرية وثقافية سلمية ضد خطاب الكراهية، مشددًا على ضرورة التفريق بين النقد البناء الذي يهدف إلى الإصلاح، وخطاب الكراهية الذي يعمق الانقسامات. وأكد الموقعون أن هذه المعركة لا يمكن أن تُحسم بالعنف، بل بالحوار والنقد السلمي واحترام الآخر.
في الختام، شدد البيان على أهمية دور المجتمع المدني في بناء سوريا المستقبل، وحث الجميع على التكاتف لإرساء أسس ديمقراطية وحقوقية تحترم حقوق الإنسان وتنبذ الكراهية بجميع أشكالها.