آخر الأخبار
اخبارسورياكردستان

انتهاكات المليشيات التابعة للاحتلال التركي في عفرين: استشهاد سيدتين وجرح آخرين في مظاهرة بناحية معبطلي في عفرين المحتلة

تتواصل الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيات المرتزقة المدعومة من الاحتلال التركي في عفرين المحتلة، حيث أفادت تقارير محلية بأن مليشيا “العمشات” اقتحمت منازل المدنيين في قرية كاخرة التابعة لناحية معبطلي، واعتدت بشكل عشوائي على الرجال والنساء والأطفال، وذلك عقب خروج الأهالي في مظاهرة احتجاجية ضد ممارسات المليشيات.

وبحسب الأخبار الواردة من مصادر محلية، فإن الهجوم العنيف من قبل مليشيا “العمشات” جاء بعد أن احتج الأهالي على فرض الأتاوات (الجزية) بشكل تعسفي ومصادرة ممتلكاتهم، وهي ممارسات تكررت في الآونة الأخيرة وأثارت غضب السكان المحليين. أسفر هذا الاقتحام الوحشي عن استشهاد سيدتين وإصابة عدد آخر من المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، وسط حالة من الخوف والذعر بين سكان القرية.

ووفقًا لشهود عيان، اقتحمت المليشيات المنازل بطريقة وحشية، واعتدت على الأهالي دون تمييز بين الرجال والنساء أو حتى الأطفال. وذكر الشهود أن المليشيات قامت بنهب الممتلكات الخاصة بالأهالي، بما في ذلك المجوهرات والأموال، فيما وصف بأنها عملية في سياقً منظم وممنهج، تستهدف تجريد الأهالي من مواردهم وإجبارهم على الخضوع للإحتلال.

يأتي هذا التصعيد في ظل فرض مليشيا “العمشات” إتاوات على السكان المحليين، وهي عبارة عن مبالغ مالية كبيرة تُفرض بالقوة على المدنيين الكُرد، إلى جانب مصادرة الممتلكات، مما دفع الأهالي إلى تنظيم مظاهرة سلمية للتعبير عن رفضهم لهذه الإجراءات. إلا أن الرد جاء بعنف مفرط من قبل المليشيات التي أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، واتبعت ذلك بمداهمات واعتداءات على المنازل.

تعد مليشيا “العمشات”، أو ما يعرف أيضًا بـ “فرقة السلطان سليمان شاه”، واحدة من الفصائل المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي، وتسيطر على عدة مناطق في عفرين. منذ احتلال عفرين و باقي المناطق في عام 2018، تحولت المنطقة إلى بؤرة للتطرف والإرهاب، حيث أصبح وجود المليشيات المسلحة مثل “العمشات” و”أحرار الشرقية”، بالإضافة إلى جماعات أخرى، قاعدة لاستقبال مقاتلين أجانب من مختلف التنظيمات الإرهابية. تضم هذه الجماعات بقايا عناصر تنظيم “داعش”، إلى جانب مقاتلين من الجنسية العراقية ومن الإيغور، التركستان، الشيشان، والأفغان، مما يعزز حالة الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة.

ويشكل وجود هؤلاء المقاتلين المتطرفين تهديدًا مباشرًا للسكان المحليين، إذ لا تقتصر ممارساتهم على الاعتداءات والابتزاز المالي فحسب، بل يمتد خطرهم إلى نشر الأفكار المتطرفة في المنطقة. هذه الجماعات المسلحة باتت جزءًا من استراتيجية الاحتلال التركي لتوسيع نفوذه عبر استخدام المقاتلين المتشددين كأدوات لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية.

في سياق متصل، أفادت تقارير محلية بأن مليشيات أخرى موالية للاحتلال التركي فرضت غرامات مالية باهظة على سكان منطقة معبطلي والمناطق المجاورة، بحجة جمع الأموال لدعم غزة. هذه الغرامات تأتي ضمن سياسة الإتاوات (الجزية) التي تفرضها المليشيات بشكل دوري، والتي تزيد من معاناة الأهالي في ظل أوضاع معيشية واقتصادية صعبة.

تستمر الانتهاكات في عفرين دون أي تحرك دولي فعّال لوقف هذه الجرائم، حيث تتجاهل القوى العالمية والمنظمات الحقوقية تصاعد الوضع المتفاقم في المنطقة. وبينما تستمر المليشيات في تهجير السكان الأصليين وتوطين المقاتلين الأجانب، يطالب الأهالي المجتمع الدولي بضرورة التدخل لحمايتهم ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وضمان عودة الاستقرار إلى عفرين.

 

تحرير: هڤال ديركي

يرجى متابعتنا والإعجاب :
Pin Share

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

مشاركة