احتشد المئات من أفراد الجالية الكُردية الألمانية، اليوم الأحد، في مدينة كولن الألمانية، تنديدًا بالقصف الهمجي والهجمات المستمرة التي تنفذها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها ضد المناطق الآمنة في إقليم شمال وشرق سوريا. نظّم الوقفة ناشطون كُرد، تعبيرًا عن رفضهم الشديد للعدوان التركي وسياساته التي وصفوها بالفاشية، متهمين أنقرة بشنّ عمليات إبادة جماعية ضد الكُرد في المنطقة.
إدانة للهجمات التركية في شمال وشرق سوريا
أدان المتظاهرون بشدة ما وصفوه بـ”الهجمات الوحشية” التي تشنها تركيا منذ فترة طويلة، والتي تستهدف مدنًا وقرى آمنة مثل كوباني، تل رفعت، ديريك، قامشلو، وتل تمر. ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات تندد بالجرائم التي يرتكبها الجيش التركي والميليشيات المدعومة منه، وتطالب بوقف عمليات القصف العشوائي التي أودت بحياة العديد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال.
سياسة ممنهجة تستهدف الكُرد
خلال الوقفة، وصف المشاركون سياسة تركيا بأنها “منهجية فاشية” تهدف إلى القضاء على الوجود الكُردي في شمال وشرق سوريا. واتهموا أنقرة باتباع سياسة الإبادة الجماعية من خلال هجماتها على مناطق الإدارة الذاتية، التي تتمتع بحكم ذاتي وتعد من أكثر المناطق استقرارًا في البلاد. وأشار المتظاهرون إلى أن هذه الهجمات لا تهدف فقط إلى تحقيق مكاسب عسكرية، بل تسعى لكسر إرادة الشعب الكُردي وإسكات الأصوات المطالبة بالحرية والعدالة.
رفع المشاركون في التظاهرة أعلام قوات YPG وYPJ، والعلم القومي الكُردي مع شعارات تطالب بوقف القصف والانسحاب الفوري للقوات التركية ومرتزقتها من جميع المناطق المحتلة. وطالب المتظاهرون بضرورة حماية المدنيين في المناطق المستهدفة وتقديم الدعم الإنساني العاجل للمتضررين من الهجمات.
دعوات للتحرك الدولي
خلال الوقفة، ناشد الناشطون المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بضرورة التحرك العاجل لوقف الهجمات التركية. وطالبوا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتدخل الفوري لفرض عقوبات على تركيا وإجبارها على وقف عملياتها العسكرية التي تشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتهديدًا واضحًا لأمن واستقرار المنطقة.
NÛJEN PRESS تحاور الأستاذ محمود الشيخ
في لقاء خاص مع NÛJEN PRESS، صرح الأستاذ محمود الشيخ، أحد منظمي الوقفة، قائلًا: “نقف اليوم هنا لنوجه رسالةً إلى العالم، مفادها أن تركيا لا تشن هجمات عسكرية عادية، بل هي حملة إبادة ممنهجة ضد الكُرد. ما يحدث ليس مجرد قصف، بل هو محاولة منظمة لإسكات أصوات الكُرد وإنهاء وجودهم في هذه المناطق واضطهادهم وهم على أرضهم.”
وأضاف الشيخ: “العدوان التركي يستهدف المدن والقرى التي كانت حتى وقت قريب آمنة، مثل كوباني وتل رفعت وديريك، في محاولة فاشلة لإخماد شعلة المقاومة التي يحملها أبناء وبنات هذه المنطقة. نقف اليوم أمام مسؤولية تاريخية لمواجهة هذا العدوان الغاشم، وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين ومحاسبة تركيا على جرائمها.”
وأكد محمود الشيخ في حديثه أن الهدف من هذه الوقفة هو رفع الوعي بما يحدث في شمال وشرق سوريا، وحشد الدعم السياسي والدبلوماسي لإنهاء الاعتداءات. وختم بقوله: “إن صمت العالم على ما يجري هو مشاركة في الجريمة، ونحن هنا لنكسر هذا الصمت.”
إصرار على مواجهة العدوان
في ختام الوقفة، شدد المشاركون على مواصلة النضال السلمي والاحتجاجات في مختلف الدول الأوروبية حتى يتم إيقاف الهجمات ورفع الحصار عن المناطق الكُردية. وأكدوا أن العدوان التركي لن يفلح في كسر إرادة الشعب الكُردي، الذي أثبت في مرات عديدة أنه قادر على الصمود أمام التحديات والوقوف في وجه الظلم.
هذه التظاهرة هي جزء من سلسلة تحركات مشابهة تنظمها الجالية الكُردية في أوروبا، تعبيرًا عن التضامن مع أهلهم في إقليم شمال وشرق سوريا، وتأكيدًا على ضرورة استمرار المقاومة حتى ينتهي الاحتلال التركي وتنتهي معه معاناة الأهالي الأبرياء.
تقرير: هڤال ديركي