يتشارك صلاح الدين دميرتاش، والمهاتما غاندي، ونيلسون مانديلا في العديد من أوجه التشابه المهمة في تجاربهم وأدوارهم كشخصيات بارزة تم اعتقالها وسجنها بسبب آرائها ونشاطها. فيما يلي أوجه التشابه الرئيسية بينهما:
1. مناصرة الحقوق والعدالة صلاح الدين دميرتاش: بصفته محامٍ وناشط في مجال حقوق الإنسان وسياسي، كان دميرتاش مدافعًا قويًا عن الحقوق الكُردية والديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا. كان لنشاطاته وخطاباته السياسية دوراً محوريًا في مهمته لتعزيز العدالة والمساواة. المهاتما غاندي: كان غاندي محاميًا وزعيمًا لحركة استقلال الهند. لقد دعا إلى المقاومة اللاعنفية (ساتياغراها) للحكم الاستعماري البريطاني وعمل بلا كلل من أجل الحقوق المدنية والإصلاحات الاجتماعية. نيلسون مانديلا: كان مانديلا محامياً وشخصية بارزة في الحركة المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ناضل ضد الفصل العنصري وعمل على إقامة مجتمع ديمقراطي وشامل.
2. السجن بسبب المعتقدات السياسية والنشاط السياسي صلاح الدين دميرطاش: اعتقلت الحكومة التركية دميرطاش وسجنته في المقام الأول بسبب آرائه السياسية وخطبه ونشاطه الذي تحدى سياسات الدولة ودافع عن حقوق الأقليات. المهاتما غاندي: سُجن غاندي عدة مرات من قبل السلطات الاستعمارية البريطانية لدوره في تنظيم حملات المقاومة والعصيان المدني ضد الحكم الاستعماري. نيلسون مانديلا: سُجن مانديلا لمدة 27 عامًا من قبل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بسبب تورطه في الأنشطة المناهضة للفصل العنصري ودوره القيادي في المؤتمر الوطني الأفريقي.
3. الخلفية القانونية صلاح الدين دميرتاش: دميرتاش محامٍ متدرب، وقد ساهم في إثراء نهجه في الدفاع عن حقوق الإنسان وفهمه للقضايا القانونية والدستورية. المهاتما غاندي: كان غاندي أيضًا محاميًا متدربًا، حيث درس القانون في لندن ومارس المهنة في جنوب إفريقيا قبل أن يقود حركة استقلال الهند. أثرت خلفيته القانونية على استراتيجيات المقاومة اللاعنفية. نيلسون مانديلا: درس مانديلا القانون وأصبح محامياً، مستخدماً خبرته القانونية في محاربة الفصل العنصري وتمثيل المضطهدين من قبل النظام.
4. شخصيات رمزية وملهمة صلاح الدين دميرتاش: على الرغم من سجنه، أصبح دميرتاش رمزًا للمقاومة والنضال من أجل الحقوق الكردية والديمقراطية في تركيا. المهاتما غاندي: أصبح غاندي شخصية بارزة على مستوى العالم، يرمز إلى المقاومة اللاعنفية والسعي من أجل العدالة والاستقلال. لقد ألهم حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. نيلسون مانديلا: أصبح مانديلا رمزا عالميا للنضال ضد الظلم والقمع العنصري. ولا يزال إرثه من المصالحة والقيادة بعد إطلاق سراحه من السجن مؤثراً في جميع أنحاء العالم.
5. الإرث الدائم صلاح الدين دميرتاش: على الرغم من أن إرثه لا يزال في طور التشكيل، إلا أن عمل دميرطاش قد ترك بالفعل تأثيرًا كبيرًا على السياسة التركية والدفاع عن حقوق الإنسان. المهاتما غاندي: لا يزال إرث غاندي يلهم الحركات والقادة اللاعنفيين في جميع أنحاء العالم. كان لمساهماته في استقلال الهند وفلسفته اللاعنفية تأثير دائم. نيلسون مانديلا: إرث مانديلا لا يزال قائما في شكل جنوب أفريقيا الديمقراطية ورسالته للتسامح والمصالحة. ولا يزال عمله طوال حياته مصدر إلهام للمدافعين عن العدالة وحقوق الإنسان. باختصار، يشترك كل من صلاح الدين دميرتاش والمهاتما غاندي ونيلسون مانديلا في خيط مشترك يتمثل في كونهم محترفين قانونيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان تم سجنهم بسبب معتقداتهم ونشاطهم. تسلط حياتهم وتراثهم الضوء على قوة المقاومة ضد القمع والأثر الدائم لعملهم على المجتمع والأجيال .
بقلم : الأستاذ محي الدين لالا محامي وناشط حقوقي