استبعدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، المنتمية لحزب الخضر، عمليات الترحيل إلى مناطق سيطرة حكومة دمشق، مؤكدة أن الوضع في سوريا معقد ولا يمكن التعامل معه ببساطة. وفي لقاء مع صحيفة شبيغل، أوضحت بيربوك موقفها بأن “المجرمين الخطرين يفقدون حمايتهم، بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه”، إلا أنها شددت على أن عمليات الترحيل إلى سوريا ليست مسألة “تافهة على الإطلاق”، نظراً للتعقيدات الأمنية والسياسية التي تحيط بالبلاد.
تعقيدات الأوضاع في سوريا
أشارت بيربوك إلى أن سوريا، كدولة، ليست كياناً متجانساً، وقالت: “سوريا ليست مثل سوريا”. ولفتت إلى أن تعزيز موقف الأسد سيعني أيضاً تعزيز حلفائه، مثل إيران وروسيا، وهو أمر قد يحمل تداعيات سلبية على السياسة الأمنية الألمانية والدولية. ووصفت فكرة التعاون مع نظام الأسد بالخطوة التي تعادل “التجارة بالليمون” من حيث انعدام الفائدة أو حتى الضرر الذي قد يلحق بالأمن الإقليمي.
شمال شرق سوريا: تعاون مع الإدارة الذاتية الديمقراطية
وفي سياق حديثها، لم تغفل بيربوك الإشارة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، لا سيما في شمال شرق سوريا حيثُ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وقالت إن تلك المناطق تُعد مثالاً على إمكانية التعاون مع السلطات المحلية، مشيرة إلى أن هناك نجاحات قد تحققت بالفعل في هذا الإطار. لكن في الوقت ذاته، حذرت الوزيرة من أن الوضع في هذه المناطق ليس مستقراً بالكامل، حيث تستمر العمليات العسكرية، ولا سيما الضربات التركية، التي تؤثر على الاستقرار والأمن.
تعقيد المشهد السوري
أعربت بيربوك عن قلقها من التصريحات العامة التي تتناول الأوضاع في سوريا دون إدراك حقيقي لتعقيداتها. وأضافت: “إن ميزان القوى والوضع الأمني في سوريا معقد للغاية، وأي شخص يقدم تصريحات عامة يكشف عن جهله بالسياسة الخارجية”. مشددةً على ضرورة النظر بعناية إلى كل منطقة على حدة داخل سوريا عند اتخاذ أي قرار يتعلق بالترحيل أو التعاون الدولي.
يأتي موقف بيربوك في وقت تشهد فيه أوروبا جدلاً حول سياسة الهجرة واللجوء، وخصوصاً فيما يتعلق بترحيل المجرمين والمشتبه بهم إلى دولهم الأصلية، حيث يبقى الملف السوري موضوعاً حساساً نظراً للوضع السياسي والعسكري المتدهور في البلاد.