آخر الأخبار
بطاقات الصباح

الأحد/22/06

صباح الخير
احيانًا نحكم على الإنسان وكأنه كائن ثابت لا يتغير، فنختزله في لحظة من ماضيه، أو ذنب ارتكبه، أو خطأ وقع فيه. لكن الحقيقة أن كثيرًا من أصحاب الذنوب والأخطاء قد تغيّروا، بل وأصبحوا نماذج مضيئة، يلعبون أدوارًا إيجابية ومحورية في مجتمعاتهم.
من الخطأ أن نحكم على الإنسان على أنه لا يُصلح، ولا يتطور، فكل إنسان يملك القدرة على التغيير، لأنه كائن متفاعل، يتأثر بما حوله ويؤثر في من حوله. والتحدي الحقيقي ليس في إصدار الأحكام، بل في أن نؤمن بقدرة الإنسان على التغيير، ونسهم في دفعه نحو الأفضل.
إذا أردنا أن نبني بيئة صحية وإنسانية، فعلينا أن نقتدي بما هو إيجابي في الناس، وأن نُبعدهم عن السلبية بالتشجيع، لا بالتقليل. أن نحرك فيهم طاقاتهم الكامنة، ونفتح أمامهم مسارات المشاركة والعطاء، ليكونوا فاعلين في محيطهم لا عاطلين عن التأثير.
وهنا تتجلى حقيقة قيادتنا وإدارتنا للآخرين؛ فإن كانت قيادتنا تحفّز، وتحتضن، وتدفع نحو النهوض، فهي قيادة ناجحة. وإن كانت تُحبط، وتُقصي، وتحاصر الإنسان في ماضيه، فهي قيادة تعاني خللاً في الفهم والوعي الإنساني.
فالمعيار الحقيقي للقيادة ليس فقط في إدارة المهام، بل في قدرتها على إحياء الإنسان الكامن في كل فرد.

حسن محمد علي.


نبذة عن الكاتب:

الأستاذ حسن محمد علي

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية

شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى