آخر الأخبار
المؤتمر الديمقراطي في بروكسل.. فرصة لتوحيد الصف السوري مئات من أفراد الجالية الكُردية يتظاهرون في بون الألمانية تنديداً بانتهاكات الفصائل المسلحة في عفرين ... خمس سنوات على الغزو التركي لسري كانيه/رأس العين: مأساة مستمرة بفعل الاحتلال التركي تحت شعار “يجب على تركيا وقف انتهاكات حقوق الإنسان في شمال غرب سوريا”: منظمة العفو الدولية تطلق حملة ... شيخموس أحمد: خلية الأزمة ستواصل استقبال العائدين من لبنان يوميًا مجلس سوريا الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي يعقدان ندوة سياسية في برلين حول “التطورات السياسية في... الإدارة الذاتية الديمقراطية تصدر بيانً بشأن اللاجئين السوريين في لبنان مظاهرة حاشدة للجالية الكوردية في كولن احتجاجًا على انتهاكات الفصائل المسلحة في عفرين المحتلة مجلس سوريا الديمقراطية يعقد ندوة حوار سياسي في استوكهولم تحت عنوان “التطورات السياسية في سوريا ومستق... القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية تعقد اجتماعًا مع جيش الثوار وقوات الشمال الديمقراطي
Kurdîاخبارسورياكردستان

خمس سنوات على الغزو التركي لسري كانيه/رأس العين: مأساة مستمرة بفعل الاحتلال التركي

في أكتوبر 2019، شنت تركيا عملية عسكرية وحشية تحت اسم “نبع السلام”، استهدفت فيها مناطق شمال شرق سوريا، وخصوصاً مدينتي سري كانيه/رأس العين وتل أبيض/تربي سبيه. كانت هذه العملية استمراراً لسياسات التوسع والاحتلال التي بدأت في 2018 مع غزو عفرين عبر ما أسمته “غصن الزيتون”. اليوم، بعد مرور خمس سنوات على “نبع السلام” وست سنوات على “غصن الزيتون”، تحولت المناطق التي كانت تعيش في أمانً نسبي إلى بؤر للفوضى والإرهاب، مع استمرار الانتهاكات وعمليات التهجير القسري الممنهجة.

الغزو التركي لسري كانيه/رأس العين: استخدام الأسلحة المحرمة دولياً

في أكتوبر 2019، بدأ الهجوم التركي على سري كانيه/رأس العين بشكل وحشي، حيث استُخدمت أسلحة محرمة دولياً مثل الفوسفور الأبيض، كما وثقت العديد من التقارير الدولية. كانت هذه الأسلحة تقتل المدنيين وجُلهم من الأطفال والنساء، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. هذا الهجوم لم يكن عسكرياً فحسب، بل كان غزواً ممنهجاً على البنية التحتية والتركيبة الديموغرافية لسكان المنطقة، مما أسفر عن تهجير عشرات الآلاف من منازلهم قسراً.

مقاومة قوات سوريا الديمقراطية

في مواجهة هذه القوة العسكرية الضخمة، أبدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مقاومة بطولية. هذه القوات، التي كانت تحارب تنظيم “داعش” الإرهابي في السنوات السابقة، وجدت نفسها مضطرة لاستخدام الحق المشروع في الدفاع عن أرضها. ورغم التفوق العسكري التركي والدعم الكبير الذي للفصائل المتطرفة المتحالفة معها، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من الصمود وإبداء شجاعة لافتة في الدفاع عن الأرض والسكان المدنيين.

التهجير القسري وتغيير التركيبة السكانية

واحدة من أخطر النتائج التي خلفتها قوات الاحتلال التركي، كانت التهجير القسري لأكثر من 200 ألف مدني من مناطق سري كانيه/رأس العين وتل أبيض. هؤلاء السكان، الذين أجبروا على ترك منازلهم وممتلكاتهم، اضطروا للعيش في ظروف إنسانية قاسية في المخيمات، بينما استوطنت الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في تلك المناطق. هذه الجماعات تتألف من عناصر متطرفة جاءت من مختلف الدول، من بينها إيغور، تركستانيين، كازاخيين، أفغان، شيشانيين، وعراقيين، وغالبيتهم من مخلفات التنظيمات الإرهابية مثل “داعش”. هدف تركيا من جلب هؤلاء المستوطنين كان تغيير التركيبة السكانية للمنطقة وترسيخ وجودها العسكري والسياسي على الأرض السورية.

الفيلم الوثائقى الذى عرضته قناة “العربية”، بعنوان: “القتل فى نبع السلام”، يكشف جزءا من الجرائم البشعة التى ارتكبتها القوات التركية فى حق الشعب السوري عامة و الكُرد خاصة في شمال سوريا، خلال العدوان الهمجي المجرم الذى شنه الرئيس التركى أردوغان على الأراضى السورية.

الغزو التركي لعفرين: مأساة مستمرة…

في يناير 2018، وقبيل غزو سري كانيه/رأس العين، شنت تركيا عملية عسكرية أسمتها “غصن الزيتون” استهدفت منطقة عفرين ذات الغالبية الكُردية. كانت عفرين في ذلك الوقت ملاذاً آمناً للمدنيين الهاربين من الحرب من باقي المدن السورية المنكوبة، فجاء الغزوَّ التركي حول هذه المنطقة إلى مسرح للانتهاكات والدمار. أكثر من 300 ألف مدني هجروا قسراً من عفرين، في حين استوطنت مجموعات مسلحة مدعومة من تركيا في بيوتهم وممتلكاتهم.

الاستيطان والتغيير الديمغرافي في عفرين

كما في سري كانيه، سعت تركيا إلى تغيير التركيبة السكانية لعفرين عبر توطين جماعات متطرفة ومستقدمين من جنسيات مختلفة. هذه السياسة الممنهجة الهادفة إلى تقويض الهوية الكُردية لعفرين وضمان سيطرة تركية طويلة الأمد على المنطقة. اليوم، عفرين تعيش تحت سيطرة جماعات مسلحة تنتهك حقوق الإنسان بشكل يومي، حيث يُعتقل المدنيون بشكل تعسفي، وتُنهب الممتلكات، ويُمارس الابتزاز بحق السكان الذين بقوا. وتعيش المنطقة في حالةً من الفلتان الأمني، حيثُ الجرائِمُ تُرتكب دون حسيباً ولا رقيب.

استمرار الانتهاكات

منذ احتلال عفرين وسري كانيه، توالت التقارير عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها القوات التركية والجماعات المسلحة التابعة لها. تشمل هذه الانتهاكات عمليات قتل، خطف، تعذيب، اغتصاب، وتدمير المعالم الثقافية والتاريخية. في عفرين، استهدفت تركيا حتى التراث الثقافي والديني، بما في ذلك المواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين، في محاولة لطمس الهوية التاريخية للمنطقة. ولم تقتصر الانتهاكات على البشر والمعالم، بل طالت حتى أشجار الزيتون، حيث تم اقتلاع آلاف الأشجار ونقلها إلى تركيا، وفرضت الإتاوات على المزارعين، فيما أُحرقت العديد من البساتين، بهدف استخدام الأشجار كحطب للتدفئة.

تحويل المناطق إلى بؤر للإرهاب

بعد الغزو التركي، تحولت مناطق سري كانيه/رأس العين وعفرين إلى بؤر للإرهاب والفوضى. الجماعات المسلحة التي تسيطر على هذه المناطق جُلّها عناصر متطرفة ترتبط بالتنظيمات الإرهابية التي عاثت فساداً في سوريا. تركيا استغلت هذه الجماعات لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، مما حول تلك المناطق من ملاذات آمنة للسكان إلى مناطق يعمها العنف وانعدام الاستقرار.

إن ما حدث في سري كانيه وعفرين ليس مجرد غزو عسكري، بل هو جريمة حرب منظمة تهدف إلى تغيير ديموغرافي طويل الأمد على حساب السكان الأصليين. على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه هذه الجرائم، وأن يعمل على محاسبة تركيا على الانتهاكات المستمرة، وضمان عودة النازحين إلى ديارهم بأمان وكرامة.

هڤال ديركي

يرجى متابعتنا والإعجاب :
Pin Share

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

مشاركة