
شهدت العاصمة الألمانية برلين، اليوم الأحد بتاريخ 2025/03/09، مظاهرة حاشدة نظمتها الجالية السورية من أبناء الطائفة العلوية أمام السفارة التركية، تنديدًا بالمجازر وأعمال التطهير العرقي التي تقوم بها سلطة هيئة تحرير الشام والمليشيات المدعومة من تركيا بارتكابها في الساحل السوري. جاءت هذه المظاهرة كرد فعل على الأحداث الدامية التي تشهدها ريف اللاذقية وطرطوس منذُ الأسبوع الماضي، حيث قُتل آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في هجمات مسلحة وصفت بأنها “إبادة جماعية”.
تفاصيل المظاهرة:
شعارات وهتافات غاضبة ضد الدور التركي
رفع المتظاهرون لافتات منددة بالدعم التركي لهيئة تحرير الشام، متهمين أنقرة بالتورط في جرائم حرب من خلال دعمها المباشر وغير المباشر للمليشيات التي شاركت في اجتياح مناطق الساحل السوري وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
•ردد المشاركون شعارات مثل: “أوقفوا التطهير العرقي في الساحل” و “تركيا شريكة في المجازر”.
•طالبوا بفتح تحقيق دولي عاجل في المجازر، ومحاسبة جميع الأطراف المتورطة في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
صور ووثائق توثق الجرائم
قام المحتجون بعرض صور ومقاطع فيديو توثق الفظائع المرتكبة بحق أبناء الطائفة العلوية، بما في ذلك مشاهد مروعة لضحايا المجازر في قرى الشير، المختارية، بيت عانا، والحفة، حيث أُعدم المئات من المدنيين رمياً بالرصاص، وأحرقت بعض الجثث بهدف طمس معالم الجريمة.
تورط المليشيات المدعومة من تركيا: اتهامات بجرائم حرب ودعوات للتحرك الدولي
اتهم المتظاهرون أنقرة بإعادة توجيه المليشيات المسلحة التي استخدمتها في عملياتها العسكرية السابقة والمتهمة بارتكابها جرائم حرب وانتهاكات خطيرة في عفرين، رأس العين، وتل أبيض، وزجّها الآن في معارك الساحل السوري لتنفيذ عمليات نهب وقتل وتطهير عرقي.
•وفقًا لشهادات ميدانية، فإن مقاتلين من الجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا، تم نقلهم إلى جبهات ريف اللاذقية للقتال إلى جانب هيئة تحرير الشام، مما يشير إلى دور تركي واضح في تصعيد العنف في المنطقة.
•تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن المليشيات المسلحة نفذت إعدامات ميدانية بحق المدنيين العزل، إضافة إلى حرق ونهب منازل ومحال تجارية في القرى المستهدفة.
مطالب بإجراء تحقيق دولي
دعا المتظاهرون الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية إلى:
1.فتح تحقيق مستقل حول الجرائم المرتكبة في الساحل السوري.
2.فرض عقوبات دولية على جميع الأطراف المتورطة، بما في ذلك الجهات الداعمة للمليشيات المسلحة.
3.وقف الدعم التركي للمجموعات المتشددة التي تنفذ عمليات القتل والنهب تحت غطاء سياسي وعسكري.
ردود فعل دولية خجولة:
رغم حجم المجازر والجرائم المرتكبة، لم تصدر حتى الآن إدانات واضحة من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، باستثناء بعض البيانات التي عبّرت عن القلق دون اتخاذ أي إجراءات ملموسة.
في المقابل، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا أعربت فيه عن “قلقها العميق من تصاعد العنف في الساحل السوري”، ودعت إلى فتح تحقيقات شفافة حول الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون.
إعداد وتحرير: هڤال ديركي