آخر الأخبار
Kurdîاخباردوليةسورياكردستان

حزب العمال الكُردستاني يعلن حلّ نفسه وإنهاء الكفاح المسلح: “مرحلة جديدة في مسيرة الحرية”

في تطوّر تاريخي غير مسبوق، أعلن حزب العمال الكُردستاني (PKK) رسمياً حلّ بنيته التنظيمية وإنهاء الكفاح المسلح، واضعاً بذلك حدّاً لمسيرة نضالية استمرت أكثر من أربعة عقود من الكفاح المسلح ضد الدولة التركية، معلناً الدخول في “مرحلة جديدة من النضال الديمقراطي”، وفقاً لما جاء في البيان الختامي لمؤتمر الحزب الثاني عشر الذي انعقد بين 5 و7 أيار/مايو الجاري.

وجاء في البيان أن هذا التحوّل الجذري جاء استناداً إلى “العملية التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان ببيانه في 27 فبراير الماضي”، والتي مهّدت لانعقاد المؤتمر الثاني عشر وسط ظروف أمنية بالغة التعقيد. وبحسب البيان، عُقد المؤتمر بالتزامن في منطقتين مختلفتين لأسباب أمنية، وشارك فيه 232 مندوباً ناقشوا قضايا جوهرية تتعلق بمسار الحزب، من بينها القيادة، دور الشهداء والمحاربين القدامى، بناء المجتمع الديمقراطي، وأسلوب النضال.

“أتمّ مهمته التاريخية”

أعلن المؤتمر أن الحزب “قد أكمل مهمته التاريخية” بتحطيمه لسياسات الإنكار والإبادة التي طالت الشعب الكُردي لعقود، وبوصوله إلى مرحلة يمكن فيها العمل على حلّ القضية الكُردية عبر السياسة الديمقراطية، ليقرر المؤتمر إنهاء الأعمال التي تُجرى باسم الحزب، وإنهاء أسلوب الكفاح المسلح، مع التأكيد على أن إدارة هذه المرحلة ستكون بقيادة الزعيم عبد الله أوجلان.

وأكد البيان أن الحزب، الذي تأسس في أواخر السبعينيات في ظل سياسات عنصرية ضد الكُرد، والذي شكّل رمزاً للمقاومة والحرية، ونفّذ “نضالاً مشروعاً وعدلاً” ضد ما وصفه بسياسات الإبادة الثقافية والجسدية. كما أشار إلى أن ثورة الحزب حملت قضية الكُرد إلى مصاف القضايا الوطنية والدولية، وأثّرت بشكل كبير على واقع النضال في المنطقة.

عودة إلى الجذور… وتأسيس جديد للعلاقات الكُردية-التركية

سلّط البيان الضوء على ما وصفه بـ”الديالكتيك التاريخي” للعلاقات بين الشعبين التركي والكُردي، مؤكداً أن الحل يكمن في “الوطن المشترك” و”المواطنة المتساوية”. وأشاد بالجهود التاريخية التي بذلها أوجلان منذ تسعينيات القرن الماضي لإيجاد حل سياسي وسلمي، على الرغم من “العزلة المطلقة ونظام الإبادة الجماعية في إمرالي”، حسب تعبير البيان.

وقال البيان إن أوجلان طوّر خلال سنوات أسره نموذجاً سياسياً يُعرف بـ”الحداثة الديمقراطية”، يقوم على ديمقراطية جذرية ومجتمع بيئي ومتحرر للنساء، ويقدّم كبديل للنظام السلطوي الذكوري.

شعبنا سيتبنى المرحلة الجديدة

وجّه الحزب نداءً مباشراً إلى الشعب الكُردي، الذي قال إنه دفع أثماناً باهظة في مسيرة النضال، كي يكون في طليعة المرحلة الجديدة القائمة على بناء المجتمع الديمقراطي والتنظيم الذاتي، وخاصة بقيادة النساء والشباب. ودعا البيان القوى السياسية الكُردية ورواد الرأي لتحمل مسؤولياتهم في تحقيق الديمقراطية الكُردية والأمة الديمقراطية.

دعوات واسعة للمشاركة في السلام

شدد البيان على أن قرار الحل يفتح الباب أمام مرحلة سلام دائمة، ووجّه نداءً شاملاً إلى البرلمان التركي، الحكومة والمعارضة، ومنظمات المجتمع المدني، الإعلام، والنقابات، إلى جانب القوى اليسارية والاشتراكية، للمشاركة في عملية بناء السلام والمجتمع الديمقراطي.

واعتبر البيان أن نجاح هذه المرحلة يتطلب الاعتراف بأوجلان كفاعل رئيسي في عملية الحل، وضمانات قانونية لممارسة السياسة الديمقراطية، وتحركاً مسؤولاً من البرلمان التركي لمواكبة هذه اللحظة التاريخية.

استشهاد قياديين بارزين

في ختام المؤتمر، أعلن الحزب رسمياً استشهاد القياديين فؤاد-علي حيدر كايتان في 2018 ورضا ألتون في 2019، مشيداً بدورهما الريادي في قيادة الحركة منذ تأسيسها. واعتبر الحزب أن هذين القائدين سيبقيان رمزين للنقاء الثوري والولاء لقيم الحرية.

وقد اختتم البيان بتأكيده على الانتقال من ما وصفه بـ”الاشتراكية القومية الدولتية” إلى “الاشتراكية الديمقراطية للمجتمع”، قائلاً إن “الإصرار على الإنسانية هو الإصرار على الاشتراكية”، وداعياً إلى توسيع التضامن الدولي مع القضية الكُردية ضمن إطار الحداثة الديمقراطية.

رسالة أوجلان من إمرالي: وداع مؤثر ووصية سياسية لمرحلة جديدة

في خضم الحدث التاريخي الذي مثّله المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكُردستاني (PKK)، وجّه الزعيم عبد الله أوجلان رسالة مؤثرة إلى المشاركين في المؤتمر وإلى الشعب الكُردي، عبّر فيها عن حزنه العميق لاستشهاد القياديين البارزين علي حيدر كايتان ورضا ألتون، وحيّا تضحياتهما ومكانتهما في مسيرة الحركة، مؤكداً على استمرارية دورهما الرمزي في النضال من أجل “الوجود القومي والمجتمع الديمقراطي”.

وقال  الزعيم أوجلان في رسالته، التي حملت توقيعه بتاريخ 12 أيار/مايو 2025 من سجن إمرالي:

“أصدقائي الأعزاء، بشعور عميق من الحزن، تلقيت نبأ استشهاد علي حيدر كايتان ورضا ألتون. سأقدّم لاحقاً تقييماً شاملاً لإحياء ذكراهما، لكنني الآن أود أن أحييهما باحترام كبير. لقد كان لهما دور دائم في نضالنا من أجل الوجود القومي والمجتمع الديمقراطي.”

وأضاف الزعيم أوجلان:

“من أجل بناء النموذج الجديد ومرحلة الحداثة الديمقراطية، علينا أن نستفيد من القيم الأساسية التي جُسّدت في حياتهما حتى النهاية، وأن نواصل دورهما كمرشدين دائمين في مسيرتنا النضالية.”

وختم رسالته بالإشارة إلى أن القرارات التاريخية التي اتخذها المؤتمر الثاني عشر، إلى جانب الرسائل التي صدرت عنه، تعبّر بوضوح عن انطلاقة مرحلة جديدة، مقدّماً “تحية احترام” لجميع من ساهموا في هذا التحول المصيري.

Encama danezana kongreya xwe ya PKK

Encama danezana kongreya xwe ya PKK

إعداد وتحرير: هڤال ديركي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى