آخر الأخبار
بطاقات الصباح

الثلاثاء/10/06

صباح الخير
في كثير من الأحيان، نسمع شكاوى الناس تتكرّر، تُردَّد بصوتٍ موجوع، دون أن تواكبها خطوات حقيقية نحو الحل. هذا التكرار بلا تغيير لا يُطمئن، بل يُهدّم ببطء جدران الثقة بين الناس والجهات التي تُفترض بها الرعاية والمسؤولية.
فالسماع وحده، مهما كان محترماً ومُتعاطفاً، لا يكفي. لأن الناس بعد فترة لن يروا في الاستماع احتراماً، بل عزاءً مؤقتاً، وربما خدعة لتهدئة الغضب أو تسكين الأمل. وعندما لا يقترن الإنصات بالفعل، يبدأ الشعب في الاعتقاد بأن من يسمعهم إما عاجز، أو غير راغب في التغيير، أو ربما يستفيد من استمرار المشكلات، فيبني نفسه على أنقاض معاناة الآخرين.
لذلك، بقدر ما نُصغي باحترام — وهو أمر أساسي — يجب أن نبدأ بالتحرّك. حتى لو كانت الخطوات بسيطة، فإنها تعني الكثير. فالفعل، ولو كان متواضعًا، يولّد شعورًا بأن هناك من يسمع لأنه يحب، ويستجيب لأنه يريد الخير. وهذا هو المعنى الحقيقي للإصغاء: أن يُترجم إلى أمل، وإلى أثر.
الناس لا تطلب الكمال، بل تطلب صدق النوايا، وخطوات صغيرة تُشعرهم بأن صوتهم لا يضيع، وأن قلوبهم ليست عبثًا تُفهم وتُنسى. فالفرق كبير بين أن نسمع شكوى… وأن نُحدث فرقًا.

حسن محمد علي.


نبذة عن الكاتب:

الأستاذ حسن محمد علي

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية

شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى