آخر الأخبار
غير مصنف

بيان حركة التجديد الكُردستاني بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لثورة روچآڤا – 19 تموز

بيان حركة التجديد الكُردستاني – سوريا

بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لثورة روچآڤا – 19 تموز

يا جماهير شعبنا الكُردي العظيم،

في الذكرى الثالثة عشرة لانطلاقة ثورة روژآڤا، نقف وقفة عزّ وفخر أمام مسيرة نضالٍ لا تزال تنبض بالحرية والكرامة، تلك الثورة التي انطلقت من كوباني عام 2012، يوم قالت الشعوب كلمتها في وجه الاستبداد، ورفضت أن تكون ضحية دائمة لصراعات الطغاة، لتبدأ مسيرة غير مسبوقة في التاريخ السوري المعاصر: ثورة لا تشبه غيرها، ثورة أنبتت الأمل من تحت ركام القمع، وأسست الإدارة الذاتية في مشروع إنساني ديمقراطي تعددي، ينحاز للشعب، لا للطائفة ولا للعِرق ولا للسلطة.

اليوم، وبينما نستذكر هذه اللحظة المفصلية، حيثُ نعيش وسط تحديات حاسمة بعد انتهاء مرحلة الأسد الذي ترك سوريا في لحظة ذلّ وفرّ إلى موسكو، تاركًا شعبًا مفجوعًا، وبلادًا ممزقة، وسلطة متهالكة تتقاسمها أطرافٌ أكثر خطورة من النظام نفسه. فحكومة “الأمر الواقع” التي يقودها أحمد الشرع، بدعم من تحالفات إخوانية وسلفية، لم تكن مشروع خلاص، بل تحولت إلى كابوس آخر يعيد تدوير الفشل والطغيان بثياب دينية وشعارات سلفية.

وفي هذا المشهد المتصدع، تتصاعد موجات الكراهية من جديد، خطاب طائفي حاقد يجد له منابر ورايات، تغذيه غرف مظلمة تتقاطع فيها مصالح الإخوان، بقايا النصرة، وفلول داعش. وتُفتح بوابات الجحيم على الأقليات الدينية والعرقية، لا لذنب سوى أنها لم تساير سُعار الأكثرية المسلحة. فما حدث في الساحل السوري من مجازر بحق العلويين والمسيحيين، لم يكن إلا نذير شؤم لما ستشهده مناطق أخرى، وها هو جبل الدروز اليوم – السويداء وقرى الجبل – يتعرض لواحدة من أفظع موجات العنف والطائفية في تاريخ سوريا، من تطهير عرقي وقتل على الهوية، إلى تحشيد عسكري مدعوم من حكومة هتش، عبر استخدام ورقة الإرهاب المنظم تحت مسمى “فزعة عشائر” لشرعنة الاجتياح والتنكيل.

إننا في حركة التجديد الكُردستاني، نحمّل هذه الحكومة وواجهاتها العسكرية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، مسؤولية المجازر في جبل الدروز، ونرفض رفضًا قاطعًا إعادة تدوير الإرهاب واستدعاء فلول داعش كأداة لابتزاز الداخل وتصفية الحسابات مع الأقليات، تحت غطاء “استعادة السيطرة” أو “محاربة الانفصال”. هذه السياسة لا تختلف في شيء عن جرائم الأسد، بل تتجاوزه في بعض مستوياتها بشراسة الإبادة وخطابها الإلغائي.

في خضمّ هذا الخراب، لا بد أن نرفع قبعاتنا احترامًا لوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، الذين صمدوا يوم انهارت الجبهات، ودافعوا عن شعوب شمال وشرق سوريا دون تمييز، وكانوا حائط الصدّ الأول بوجه الإرهاب الداعشي والمشاريع الإقليمية المشبوهة. كما نحيّي قوات سوريا الديمقراطية التي جسدت معنى الشراكة الحقيقية بين المكونات، وبنت معالم إدارة مدنية ديمقراطية رغم كل الظروف. ونخص بالتحية، وبكل اعتزاز، المقاومة الشعبية الدرزية في جبل الدروز، التي أثبتت أن الكرامة لا تموت، وأن الدفاع عن الأرض والعرض واجبٌ لا تسقطه الخيانات ولا تسكته التحريضات.

إن ثورة 19 تموز لم تكن يومًا صراعًا على سلطة، بل كانت نداءً لبناء سوريا جديدة: سوريا علمانية، ديمقراطية، فيدرالية، قائمة على المواطنة والمساواة وحرية المرأة. وهي اليوم، في وجه المجازر، والتطهير، والتحشيد الطائفي، أكثر من أي وقت مضى، مشروع حياة يليق بالشعوب الحرة. ندعو كافة القوى الوطنية الصادقة لتجاوز الاصطفافات القاتلة، والتوحد تحت راية سوريا التعددية التي لا مكان فيها للظلاميين، ولا للأوصياء على الدين أو القومية.

المجد لثورة  روچآڤا 19 تموز

المجد لشهداء الحرية والكرامة

الخلود لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية والمقاومة الشعبية في جبل الدروز

ولتحيا سوريا حرّة، علمانية، ديمقراطية، تعددية، فيدرالية

صادر عن المكتب السياسي 

حركة التجديد الكُردستاني – سوريا

19 تموز 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى