
كشف الدكتور رزگار قاسم، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في ألمانيا ورئيس حركة التجديد الكُردستاني، عن تحضيرات جارية لعقد مفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية الانتقالية، مشيراً إلى أن اللقاء الذي كان مقرراً سابقاً بين قائد “قسد” مظلوم عبدي ومسؤول رفيع من دمشق، في باريس، تعذر انعقاده لأسباب لوجستية تتعلق بالجهات الراعية له، دون أن يسميها.
وفي تصريحاته لـصحيفة “العربي الجديد”، أوضح قاسم أن ترتيبات اللقاء لا تزال قائمة، قائلاً: “هناك مسائل كثيرة في الشأن السوري لا يمكن حلها دفعة واحدة، من بينها قضية المكوّن الدرزي، وملف اللقاءات بين السلطة الانتقالية في دمشق وتل أبيب، وغيرها من المسائل العالقة”. وأكد أن المفاوضات المرتقبة تهدف للوصول إلى نتائج إيجابية ووضع النقاط على الحروف في عدد من القضايا الأساسية.
خلاف محوري حول شكل الحكم في سوريا
من أبرز المسائل المطروحة، بحسب قاسم، هي مسألة شكل الحكم في سوريا المستقبلية، حيث لا تزال السلطة السورية متمسكة بالنهج المركزي، في حين تصر الإدارة الذاتية، إلى جانب أطراف أخرى كالدروز والعلويين ومعارضين سابقين، على نظام لا مركزي. واعتبر قاسم أن اللامركزية تمثل الضمانة الوحيدة لمنع عودة الديكتاتورية، مضيفاً: “النقطة المهمة الأخرى هي تأسيس جيش وطني حديث منسجم مع مبدأ اللامركزية، وصياغة دستور جديد يفصل في جميع القضايا المصيرية”.
وفي تقييمه للوضع القائم، انتقد رزگار قاسم تمسّك السلطة السورية بـ”اللون الواحد والطائفة الواحدة”، واعتبر أن ما جرى في الساحل السوري والسويداء مؤخراً يؤكد خطورة هذا النهج، قائلاً: “مثل هذه التصرفات لا تليق بروح الثورة التي قام بها السوريون”.
في ختام حديثه، شدد قاسم على موقف “قسد” ومسد الثابت من مستقبل البلاد، مؤكداً أن الجهود منصبة على بناء سوريا لا مركزية، تعددية، وديمقراطية، تتسع لكل مكوناتها، وقال: “نحن نصر على ذلك في أي نقاشات مستقبلية، ونعمل بجد لتحقيقه”