صباح الخير
أحياناً لا نرى الناس من حولنا، لا لأنهم غائبون، بل لأن أعيننا مُعرضة وقلوبنا منشغلة بذواتنا.
لكن المشكلة لا تكمن في غيابهم، بل في غفلتنا عن سؤال أنفسنا: لماذا لا نراهم؟
نُعلن الأهداف النبيلة، ونتحدث عن التضحية والعطاء، ونحسب أنفسنا في طليعة العاملين،
ومع ذلك، يبقى المحيط فارغًا، بلا أثر، بلا تفاعل، بلا صدى.
ألا يستدعي ذلك أن نُعيد النظر في طرائق تعاملنا؟
ألا يستحق اسم عملنا، وهويتنا، ومشروعنا، أن يُعرض على مرآة النقد؟
أليس من الواجب أن نفحص إن كانت نظرتنا إلى الآخرين تحمل شيئًا من الاستعلاء أو الوصاية؟
ألا ينبغي أن نتساءل: أين أخطأنا؟ ولماذا لا نجد صدى في قلوب الناس؟
هل يكفي أن نعمل كالحمال الذي يحمل أثقال المبادئ دون أن يملك كلمة مؤثرة أو رؤية ملهمة؟
أم أن العمل وحده لا يُغني عن الحضور، والكاريزما، والقدرة على التأثير والإقناع؟
لماذا نفشل في التأثير على الآخر رغم ادعائنا بالعلميّة والواقعية والأحقية؟
هل لأننا نُهمّش الآخرين دون وعي، فلا نمنحهم قدرهم، ولا نُصغي إليهم، ولا نمنح أفكارهم مساحة؟
كل هذه الأسئلة لا ينبغي أن تقودنا إلى جلد الذات،
لكنها تستحق أن تُطرَح بصدق، بعيدًا عن أوهام العظمة، وبعيدًا عن تسكين الضمير بشعارات لا تُقنع أحدًا.
فالمراجعة ليست ضعفًا، بل علامة نضج.
والتأثير لا يُولد من خطاب فوقي، بل من تواصل إنساني صادق، يُنصت قبل أن يتكلم، ويحتوي قبل أن يُعلِّم.حسن محمد علي.
نبذة عن الكاتب: الأستاذ حسن محمد علي الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.