صباح الخير
في كثير من الأحيان، يراودنا شعور الحسد تجاه من يحققون نجاحات تفوق ما وصلنا إليه، فينمو هذا الشعور داخلنا كسمٍ خفيّ، يقضي على عزيمتنا ويقتل طموحنا قبل أن يُمنح فرصة للنمو. بدلاً من أن يكون النجاح الذي نراه لدى الآخرين دافعًا ومحفزًا لنا لنرتقي بأنفسنا ونطوّر مهاراتنا، يتحول الحسد إلى عائق يقودنا إلى محاولة عرقلة طريق الناجحين، وإلقاء الاتهامات والتشكيك في جهودهم وإنجازاتهم دون تبرير حقيقي.
هذا السلوك السلبي يبعدنا عن الحقيقة الجوهرية التي يجب أن نعيها: أن النجاح لا يُبنى على هدم الآخرين أو تقليل شأنهم، بل على تطوير الذات والتعلم من تجارب من سبقونا. فبدلاً من أن نستهلك طاقتنا في محاولة النيل من الآخرين، من الأفضل أن نستثمرها في بناء قدراتنا، وأن نجعل من نجاحات غيرنا منارة نهتدي بها في طريقنا.
الحسد ليس مجرد شعور سلبي مؤقت، بل هو مرض قاتل إذا استسلمنا له، لأنه يجرّ الإنسان إلى عزلته وتدمير ذاته، ويحول بينه وبين تحقيق أهدافه. كما أنه يفسد العلاقات ويزرع الشقاق، ويقود إلى بيئة مليئة بالتنافس الضار والغيرة المدمرة، التي لا تجلب إلا الخسارة للجميع.
لذلك، فإن التحلي بروح المنافسة الإيجابية، والاستفادة من نجاحات الآخرين كحافز لرفع سقف طموحاتنا، هو السبيل الوحيد للنمو الحقيقي. وعندما نتبنى قيم التعاون والمحبة والاحترام، نخلق مجتمعًا فاعلًا يُثري الجميع ويُحقق نجاحات مستدامة.
إن الابتعاد عن الحسد، والتمسك بخير النفوس وروح المشاركة، هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل لنا جميعًا، حيث يصبح النجاح تجربة مشتركة تُلهم ولا تُثبط، وتفتح أبواب الفرص بدلاً من أن تغلقها.حسن محمد علي.
نبذة عن الكاتب: الأستاذ حسن محمد علي الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.