صباح الخير
للصداقة جذورٌ ضاربة في عمق الزمن، فهي ليست حكرًا على العلاقة بين شخصين فقط، بل هي امتدادٌ لروحٍ كونيةٍ أوسع، بدأت منذ أن مدّ الإنسان يده للطبيعة بصدق، فبادلته العطاء والرعاية والمأوى. كانت تلك العلاقة الأولى، علاقة انسجام وتكامل لا تقوم على المصلحة، بل على الفطرة، فكان الإنسان صديقًا للطبيعة، وكانت الطبيعة ملاذه ورفيقه في البقاء.وهكذا، كما تتآلف مكوّنات الكون وتتناغم في لوحة الحياة الكبرى، تقوم الصداقة الحقيقية بين البشر على التفاعل الصادق، والدعم الروحي، والبناء المتبادل. إنها ليست علاقة مصطنعة تُبنى على براغماتية مؤقتة، بل حاجة روحية عميقة تنشأ من التفاهم والتعاون والتكامل.
فلنُؤمن بالصداقة كقيمة كونية لا كأداة، وكاحتياج إنساني لا كحساب، فالصداقة حين تكون حقيقية، تخلق أسمى الروابط، وتمنح للحياة معناها الأعمق.
حسن محمد علي.
نبذة عن الكاتب: الأستاذ حسن محمد علي الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
