
في واحدة من أغرب القصص، تفاجأ مواطن من سكان أشرفية صحنايا بظهور سيارته المسروقة، لا في سوق الحرامية، بل ضمن رتل أمني رسمي نشرته وزارة الداخلية للحكومة الانتقالية على صفحتها بفخر واعتزاز.
السيارة، وهي من نوع “همر” ، كانت قد سُرقت أثناء اقتحام أمني للمنطقة أواخر نيسان الماضي، وقدم صاحبها بلاغًا رسميًا كأي مواطن، معتقدًا أن مؤسسات الدولة وجدت لحمايته لا لتعفيشه. وبعد نحو شهرين، وبينما يتصفح منشورات الوزارة، ظهرت “الهمر” بأرقامها الكاملة ولوحاتها الأصيلة، تلمع في رتل أمني خلال مداهمة لما قيل إنها “خلايا داعشية” في دمشق.

الصورة كانت واضحة، والسيارة أوضح، أما الصدمة فكانت أعمق حين علم صاحبها أن البلاغ الذي قدمه لم يُسجل “أصولاً”، وكأنما سُرقت السيارة من كوكب آخر.

مصادر محلية في السويداء وأشرفية صحنايا أكدت أن السيارة تعود لمواطن من عائلة “أبو خليف”، مدني وتاجر معروف، ليس له علاقة سوى أنه وقع ضحية عملية “تحريز معكوس” يبدو أنها شملت سيارات المواطنين بدلًا من سيارات المطلوبين.
السؤال الذي يتردد الآن في شوارع الأشرفية: إذا كانت السيارات تُنهب ثم تُستخدم في الحملات الأمنية، فهل نحن أمام مكافحة إرهاب أم إعادة تدوير للممتلكات المنهوبة؟ وهل باتت وزارة الداخلية بحاجة لـ”دعم لوجستي” من غنائم المداهمات؟
في المرفق التسجيلات الصوتية لصاحب السيارة، بين الصدمة والذهول… وأمل بسيط أن يعود العدل، أو على الأقل “الهمر”.