آخر الأخبار
غير مصنف

الأحد/13/07

صباح الخير
كثيرًا ما نشهد تطورات في العمل أو ننجز خطوات مهمّة، ولكن يُغفل ــ عن قصد أو دون قصد ــ إشراك الفريق أو المؤسسات المعنية بهذه التطورات. ويؤدي هذا التغييب إلى شعور عميق بالخذلان، إذ يجد أعضاء المؤسسة أنفسهم في موقع المتفرّج، لا الفاعل، ويصطدمون بجدار “لا علم لنا”، رغم كونهم في صلب المهمة.
حين تُحتكر المعلومة، تُختزل المؤسسة في أفرادٍ معدودين، وتُقصى البقية من دائرة التأثير. والأسوأ أن هذا الحجب غالبًا ما يصدر من أولئك الذين يرون أنفسهم الأكثر إيمانًا بالمشروع، في الوقت الذي يُسلب فيه الآخرون من أبسط حقوقهم: أن يكونوا شركاء في الفهم والمسؤولية.
وحين تُسأل مؤسسة معنية عن أمر جوهري فتجيب: “لا علم لنا”، فهذه ليست مجرّد عبارة عابرة، بل ناقوس خطر يدل على غياب الشفافية، ويعني أن هذه المؤسسة تم تهميشها من معادلة القرار، وبالتالي من معادلة الدور والتأثير.
لذلك، فإن مشاركة المعلومة ليست ترفًا، بل ضرورة مؤسسية. هي جسر الثقة، وبوابة العمل الجماعي الحقيقي. فحين نُشرك الجميع، نزرع الإحساس بالمسؤولية المشتركة، ونخلق مناخًا يدفع نحو تطوير الأداء، وتحمّل نتائج العمل سلبًا أو إيجابًا بروح الفريق الواحد.
بالمعلومة نبني الوعي، وبالوعي ننهض كمؤسسة لا كأفراد، ونتحوّل من جزر متفرقة إلى منظومة حيّة، تتقدّم بجهد الجميع، وتتحمّل مسؤوليتها أمام الجميع

حسن محمد علي.


نبذة عن الكاتب:

الأستاذ حسن محمد علي

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية

شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى