آخر الأخبار
اراء وحوارات

ثورة 19تموز ثورة الفكر الحر والمجتمع الديمقراطي

د.ريزكار قاسم رئيس حركة التجديد الكردستاني

في حوار أجرته روناهي مع رئيس حركة التجديد الكردستاني – سوريا الدكتور رزكار قاسم حول الذكرى العاشرة لثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، بيّن بأن ثورة التاسع عشر من تموز، استندت إلى الفكر الحر، والفلسفة الديمقراطية واستطاعت أن تخلق شعوراً مشتركاً بالمصير الواحد لشعوب المنطقة، لذلك كان النجاح حليفها، مضيفا بأن “ثورة روج آفا تركت أثرا إيجابيا لدى شعوب العالم، ولأن المصالح العالمية، ولاسيما الأوروبية تتقاطع مع مصالح تركيا، هناك صمت حيال التصرفات التركية في الشأن السوري”، هذا وقد تناول الحوار النقاط التالية:
عقد من الزمان مر على انطلاقة ثورة روج آفا، برأيكم هل استطاعت الثورة أن تجسد رؤى، وتطلعات شعوب المنطقة في بناء مجتمع الحرية والديمقراطية؟
دون شك، عملية التغيير في بقعة جغرافية عانت من أنظمة استبدادية، وديكتاتورية ستكون صعبة للغاية، ما لم ترتكز على فكر وفلسفة حرة، فالتطورات، التي حصلت في المنطقة بشكل عام تحت مسمى الربيع العربي، لم تستطع إحداث تغييرات نحو الأفضل، لعدم استنادها إلى رؤية مستقبلية تنظم خلالها الجماهير، وتحولها إلى قوة لإحداث التغيير المنشود، فانعكس ذلك سلبا على شعوب المنطقة.
بالتالي دخلت تلك البلدان في فوضى عارمة، كما حصل في ليبيا ومصر في بداياتها، واليمن، وكذلك سوريا عاشت تلك المرحلة، وبسبب بعض الأحزاب والقوى داخل تلك البلدان، التي خرجت من عباءة تلك الأنظمة الاستبدادية، التي كانت تفتقد بدورها للفكر الحر، بعكس ذلك كانت متشبعة بالذهنية الدكتاتورية والسلطوية، فعلى سبيل المثال في سوريا، عندما بدأت الهبة الشعبية، أو الانطلاقة الجماهيرية السلمية ضد النظام في أغلب المناطق، ركبت جماعة الإخوان المسلمين، وبعض المنشقين من النظام، وغيرهم ممن استغلوا الجماهير لمصالحهم، التي كانت تنحصر في الوصول إلى السلطة، دون الأخذ بمصالح الشعب، ومستقبل البلاد.
فبدلاً من تنظيم الجماهير، لجؤوا إلى حضن دول متربصة بسوريا أصلاً؛ لتنفيذ أطماعهم في التوسع والاحتلال، وتركيا خير مثال على ذلك، حيث، ما تسمى بالمعارضة السورية، أخذت ولا تزال أنقرة مقرا لها، ما كان لذلك الدور الأهم في إفشال الحراك الشعبي، والمعارضة التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين، تحت مسمى (الائتلاف الوطني) التي تحولت أداة بيد تركيا.
وبالتزامن مع ما ذكرت أعلاه عن ثورة (روج آفا)، التي انطلقت بالاستناد إلى الفكر الحر، والفلسفة الثورية كان من شأنها تنظيم شعوب المنطقة في شمال شرق سوريا، وتوحيد كافة الشعوب لتشكل ثورة حقيقية، أنقذت الثورة من براثن الإخوان، وأطراف أخرى، بالتالي تحولت ثورة التاسع عشر من تموز إلى الواجهة الحقيقية لثورة شعوب المنطقة أجمع، والتي أسست لإدارة ديمقراطية تشاركية، تحولت إلى نموذج للعيش المشترك بين شعوب المنطقة، كل ذلك لاستنادها إلى فلسفة، تمكنت بديناميكيتها إلى خلق الشعور المشترك، لدى كافة الشعوب بالمصير المشترك.
كونكم بتماس مباشر مع المجتمع الأوروبي، هل لكم أن تحدثوننا عن الصدى، الذي اكتسبته ثورة التاسع عشر من تموز في أوروبا، وكيف ينظر المجتمع الأوروبي إلى المنجزات، التي تحققت بيد أبناء شعوب المنطقة

عند انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز، وفيما بعد عندما واجهت (داعش)، كانت صور أبطال وبطلات وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، تتصدر الصفحات الرئيسية للجرائد، والمجلات في أوروبا، ولعب الإعلام الأوروبي دورا هاماً آنذاك في الدعاية للملاحم البطولية، التي سطرها مقاتلو وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، وكان من نتاجها انضمام الكثيرين من الثوريين الأوروبيين إلى صفوف مقاتلينا. وكذلك الرأي العام الأوروبي، كانت مواقفه إيجابية، لأبعد الحدود من ثورة (روج آفا)، غير أن الموقف الرسمي دائما يختلف عن موقف الشارع، فالموقف الرسمي للكثير من الدول الأوروبية، يأخذ مصالحها فوق اعتبارات أخرى، وبعض الحكومات، التي تشترك مع الأتراك بمصالح اقتصادية، إلى جانب أنها في الناتو ما انعكس  لحد ما سلبا على مسار الدعاية للثورة، وهنا عندما أشير لتركيا كون هذه الدولة المارقة في المنطقة والتي تستند إلى الفكر الفاشي لا تقبل أي تغيير ديمقراطي في المنطقة خوفا على نظامها، ما دفع بها إلى تشغيل وتكثيف دبلوماسيتها لتشويه صورة ثورة (روج آفا)، بالتنسيق مع بعض الأطراف، التي تنسجم مصالحها مع الأتراك، ولكن رغم ذلك كانت للثورة، ولدبلوماسية الإدارة الذاتية، ولقوات (قسد) ثقلها على الساحة الأوروبية.

-كيف حافظت ثورة التاسع عشر من تموز على ديمومتها في منطقة، يتكالب عليها أخطر إرهابيي العالم، وتعاني بشكل مستمر من المؤامرات، والتدخلات الإقليمية، والدولية؟

ثورة (روج آفا)، يمكنتشبيهها بتلك النبتة، أو الزهرة، التي نبتت في صخرة صلدة ففي، الوقت الذي تعيش فيه المنطقة، وتعاني من الديكتاتوريات المتوارثة، وفي الوقت، الذي ركبت فيه ظهر تلك الثورات، التي اندلعت في الكثير من الدول تيارات أكثر خطورة من الأنظمة القائمة، شقت ثورة (روج آفا)، وشمال شرق سوريا طريقها بإرادة شعوبها، التي التقت حولها كونها تمثل الإرادة وفلسفة الحياة الحرة، والتي تجسدت في ممثليها من الساسة والمقاتلين الأشاوس، المتشبعين بتلك الأفكار الحرة، التي شكلت الأساس المتين للثورة، التي منحت شعوب المنطقة الثقة.
فبالرغم من تكالب أطراف كثيرة عليها، وما تزال إلى اليوم من أنظمة إلى تيارات سياسية، كأدوات لتلك الأنظمة مرورا بالعملاء والمرتزقة إلى دول مارقة وعظمى، إلا أنها تمكنت من الحفاظ على المكاسب، التي جاءت بدماء آلاف الشهداء الأبرار، وتحولت إلى واقع ورقم في معادلة التغيير، كون هذه الثورة، ومنذ اللحظة الأولى من انطلاقتها كانت داعماً من دعائم التغيير الصحيح، والأفضل للشعوب.
كيف تفسرون صمت دول الاتحاد الأوروبي، والمجتمع الدولي حيال مخططات تركية التوسعية، وانتهاكاتها اليومية ضد مناطق شمال وشرق سوريا؟
إن السياسة تعد المصالح فوق أي اعتبارات أخرى، فكونهم شركاء في حلف واحد (حلف الناتو)، دون شك لا يرون ولا يسمعون عدا القلة القليلة، التي تقف بالضد من سياسات النظام التركي الأردوغاني، فهم غير راضين عن سياسات أردوغان، ويدركون مدى أطماعه التوسعية، ودعمه للمجموعات المرتزقة، غير أن أهمية موقع تركيا الجيواستراتيجي لهم، يأتي على حساب الجانب الإنساني، ولكنني أرى بأن هناك احتقاناً داخلياً لدى معظم الأوروبيين تجاه أردوغان، ويتنامى هذا الاحتقان رويدا رويدا خاصة عند الفرنسيين، والسويديين، وبعض الأطراف الألمانية، ولا أستبعد أن يلعبوا دورا في الانتخابات القادمة في تركيا للإطاحة بأردوغان، ومشروع عثمنة المنطقة يأتي ضد مشروع أمريكا والغرب في المنطقة، ما يخدم بهذا التوجه القضية الكردية، بشكل عام في المنطقة على المستوى البعيد.

يرجى متابعتنا والإعجاب :
Pin Share

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

مشاركة