آخر الأخبار
اخباركردستان

لاهور شيخ جنكي الطالباني يكشف تفاصيل الساعات الاخيرة لتسليم كركوك

اجرت وكالة فرات لقاءا مع مسؤول جهاز الأمن والمعلومات ومكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، لاهور شيخ جنكي، كشف فيه القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني عن تفاصيل مهمة جرت قبل الاستفتاء، وبعده وقبيل عملية تسليم كركوك وبعدها.

وعن قرائته للمشهد السياسي في اقليم كردستان بعد كارثة كركوك قال:
اعتقد أنه قبل أن نخسر خمسين بالمائة من أراضي إقليم كردستان، كنا نعلم أن الطريق الوحيد للحل هو أن نصل مع الحكومة العراقية إلى صيغة توافقية، وكنا ندرك أن الواقع السياسي السائد، والظروف التي تعيشها المنطقة بمجملها لم تكن تتيح لنا إجراء استفتاء استقلال، ولن تسمح بإعلان الاستقلال، وكانت لنا قراءة مختلفة للظروف السياسية، قلنا وقتها إن الطريق الوحيد للحل هو العودة إلى الدستور العراقي، الدستور الذي شاركنا في كتابته، كان علينا العودة إليه للحفاظ على حقوق الكرد، أما الآن مازلت وبعد الكارثة التي حلت بإقليم كردستان إثر إجراء الاستفتاء بدون دراسة ودراية وقراءة واقعية للواقع والظروف السياسية والأخطاء السياسية التي ارتكبتها القيادة السياسية للإقليم والتداعيات الناجمة عنه، اعتقد أنه الطريق الوحيد للحل أمامنا هو العودة إلى الدستور، ومحاولاتنا أن نصل مع بغداد إلى حل عن طريق الحوار و نعيد ما خسرناه من أصدقائنا جراء التعنت في إجراء الاستفتاء، وكسب تأيدهم ودعمهم مرة أخرى لنا، لضمان عدم غدر العراق مرة أخرى بالكرد

وعن كيفية تحقيق الاتفاق مع وجود خلافات سياسية عميقة في الإقليم اشار جنكي أن “هناك أزمة سياسية للأسف داخل الإقليم، وبكل تأكيد إن كنا متحدين سوف نتمكن من تحقيق انجاز سياسي أكبر للإقليم مع بغداد، لكن مشكلتنا دائما في الإقليم أننا أخفقنا أو أننا لم نتمكن من ترتيب البيت الداخلي. في نفس الوقت نرى أن الكرد في روج آفا تمكنوا إلى حد كبير من توحيد صفوفهم، رغم انه هناك أقلية سياسية تُغرد خارج السرب ولكنهم خارج روج آفا، والقوى السياسية في روج آفا استطاعت تحقيق مكتسبات كبيرة لمواطنيها، فيما المشكلة الأساسية لدينا تمكن في أننا لم نستطع تحقيق ذلك، لم يستطع احد أن يجمعنا، بكل أسف القيادات الكردية الموجودة حاليا في الإقليم لم تستطع أن تجمع القوى السياسية تحت خيمة واحدة، خيمة تجتمع تحتها جميع القوى السياسية في الإقليم، وحتى المعارضة دون تهميش أي طرف سياسي، لأن التهميش يفسح المجال أو يتيح الفرصة لأعدائنا أن يشقوا الصف الكردي، وأؤكد على أنه من خلال وحدة الصف الكردي يمكننا فقط تحقيق المكتسبات لأبناء شعبنا في الإقليم”

بعد كل ما خسره الكرد في الإقليم ماذا ينتظر المسؤولون؟
– قلتها سابقا بعد الكارثة التي حلت بكركوك، بات ضروريا أن نحقق وحدة الصف الكردي، وحل الخلافات السياسية في الإقليم، وتوحيد الصف لا يتحقق فقط بأن يكون الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني والاتحاد الإسلامي في الحكومة، يجب أن تتنازل القوى السياسية الحاكمة وتستوعب الأطراف المعارضة، أن نحاول مجتمعين جمع كل الأطراف السياسية، وبعدها نتوجه إلى بغداد، ونخاطب بغداد بلغة واحدة وهدف واحد، وبما أننا فشلنا في ذلك فإن بغداد بالتأكيد ستستغل الصراعات والخلافات السياسية في الإقليم، وبالتالي سنفشل في انتزاع حقوق مواطنينا، والحل الوحيد أمام كل القوى السياسية هنا هو تشكيل حكومة إنقاذ وطنية، وعلى الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ومن أجل المصلحة العليا للكرد أن يقدما بعض التنازلات بهذا الخصوص.

في الوقت الذي دعم الاتحاد الوطني الكردستاني عموما و لاهور شيخ جنكي بشكل  خاص المقاومة في كوباني ، تتهم بأنك تخليت عن كركوك، بماذا تجيب؟
– إذا كانت كركوك قلب كردستان فإن كوباني شرفها، فعندما شعرنا أن شرف كردستان في خطر ورغم كل المشاكل التي كان يعاني منها الإقليم، فمشاكلنا كانت كبيرة، الحرب على “داعش” ومرض مام جلال، والتكتلات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، رغم كل ذلك، كثَّفنا الجهود وبذلنا كل المساعي والمحاولات لمنع سقوط كوباني، ما قمنا به استطيع أن أقول إنه كان أكبر من قوتنا وقدراتنا، ولكن ركزنا كل جهودنا لدعم قوات حماية الشعب والمرأة ونمنع سقوط كوباني، وما أنجزناه كان شرف كبير لنا بالفعل.

بالعودة إلى موضوع كركوك، هل يُعقل أن أفعل ما فعلته لشرف كردستان، وأن اعبر الحدود للدفاع عن شرف كردستان في كوباني، رغم المعوقات والتحديات التي واجهتنا من قبل حكومتنا، ووجود طرف يعيق مساعينا ويضع العراقيل لمنعنا، حتى اضطرنا في نهاية الأمر أن نرسل المساعدات بالخفاء إلى روج افا، فكيف يمكن لي أن أتخلى عن قلب كردستان، كل ما يقال بخصوص ذلك، عار عن الصحة، هدفه الإسقاط السياسي، وأنا مستهدف شخصياً بذلك، انتقاما لما فعلته في روج آفا، ما فعلناه لم يرضي أحد أطراف الإقليم الذي كان يضع العراقيل أمامنا من إغلاق للحدود وغيرها، وكان يعتبر مساعدتنا لروج آفا ذات صدى ايجابي في الأجزاء الأربعة، لذلك كان يستهدف ما حققناه محاولين تشويه صورتنا التي تكونت لدى أبناء شعبنا الكردي خلال السنوات السابقة.

إذاً ما حقيقة الأمر؟
– للأسف تم إضاعة الفرصة التاريخية التي كانت أمام الكرد والتي كانت بديلاً عن الاستفتاء. إننا لم نكن ضد الاستفتاء يوماً، لكن لم نكن مع توقيته، وصرخنا بأعلى صوتنا أننا نؤيد استقلال كردستان، لكننا نرى أن الوقت الحالي ليس ملائما لإجراء الاستفتاء وأن إجراءه في هذه الظروف خطأ كبير، وسوف نخسر المناطق المستقطعة من الإقليم، فجميع القوى  الإقليمية والدولية كانت ضد الاستفتاء ولن نستطيع أن نقف في وجه كل العالم، ولكنهم لم يُصغوا ألينا.

ونتيجة الاستفتاء كانت خسارة كركوك التي أدت إلى تبادل الاتهامات ولكن الحقيقة، أنه قبل الاستفتاء بيوم لم تكن هناك أي قوة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في كركوك (قوات دزه تيرور)، وطلب منا محافظ كركوك، نجم الدين كريم، إخراج قواتنا من كركوك كوني أعلنت موقفي من إجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق التابعة له ومنها الدوز( دوز خورماتو ) ، إلا أن حكومة الإقليم دخلت على الخط وقالت “ليس هناك داعي لوجود قوات مكافحة الإرهاب في كركوك بعد استقدام قوات زيرفاني (التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني) ووجود قوة تابعة لكوسرت رسول وقوة أخرى تابعة لكاك جعفر”، ونجم الدين كريم لم يكن راضٍ عن وجود قوات مكافحة الإرهاب في كركوك، ومنذ ذلك اليوم حتى يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر، يوم كارثة كركوك، لم تكن هناك أي مجموعة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب في كركوك، وهنا يطرح السؤال نفسه أين وكيف قمنا بخيانة كركوك إن كان قد طُلِبَ منا مسبقاً من قبل محافظ كركوك نجم الدين كريم وبضغط من الديمقراطي الكردستاني أن نخرج من كركوك؟.

وهذه الاتهامات التي يُطلقها بعض المسؤولين الحزبيين في النهاية لن تخدم المشروع السياسي الكردي، وهم يدركون أن مزايداتهم كانت السبب في خسارة كركوك وفي الجرائم ضد أهلنا في مناطق الدوز هم خانوا كركوك عندما قاموا بزجها في أتون الحرب دون وجود أي ضمانات.

وماذا يخدم المشروع السياسي الآن وماذا على المسؤولين السياسيين فعله؟
– كما قلت الاتهامات التي يطلقها المسؤولون في إقليم زيفا وبهتانا لن يخدم المشروع السياسي في إقليم، عليهم أن يعترفوا بالخطأ وأن يحاولوا رصَّ الصُفوف وتوحيد الكلمة، وأن يُراجعوا سياساتهم ويُقِروا بالإخفاقات. لقد أضعنا الكثير من الفرص، أضعنا فرصة ثمينة للتفاوض من موقع القوة مع بغداد، عندما طالبنا الجميع (منظمات دولية ودول إقليمية وقوى دولية) بالتفاوض مع بغداد حتى أخر يوم قبل انطلاق الاستفتاء، كان وقتها من الممكن أن نحقق الكثير، ارتكبوا خطأ سياسي كبير ومن يدفع الثمن هو أبناء الشعب الكردي في الإقليم. من دفع الثمن كركوك وأهالي الدوز.

ولكن ما العيب في الخروج والاعتراف للشعب علانية بالأخطاء، وأنه و بسبب هذه الاخطاء خسرنا كركوك، لكن حاولوا أن تحافظوا على ما تبقى لنا ولم نخسره نتيجة تعنتكم، للأسف بعض الأطراف السياسية تفكر بعقليات محلية ضيقة الأفق لم تخرج من قوقعة العقلية العدائية والصراعات الداخلية القديمة، واكرر الأعداء فقط يستفيدون من هذه التصريحات والاتهامات التي يوجهونها لنا.

أنت صرَّحت قبل أيام أن الكرد سيعودون إلى كركوك، ما هي سيناريوهات العودة؟
– نحاول أن نصل إلى اتفاق مع بغداد من خلال الدستور. تلك المناطق هي مستقطعة ولم يتم البت فيها حتى الآن، وكما هو معلوم فإن الاتحاد الوطني الكردستاني يملك 6 مقاعد برلمانية من حصة كركوك البالغة 12 مقعد ومع الديمقراطي الكردستاني يصبح مجموع مقاعد الكرد في كركوك 8 مقاعد من أصل 12 مقعد حصة المحافظة في مجلس النواب العراقي، في حال تم تنفيذ المادة 140 وأجري استفتاء في تلك المناطق سوف نعود إلى تلك المناطق إذا تم حل القضية وفقا للدستور، وإذا تم التعامل خارج الدستور فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولن نترك شعبنا في تلك المناطق.

وإن لم نعد اليوم إلى كركوك فغدا سوف نعود ونتمنى أن تكون عودتنا إلى كركوك بالطرق السلمية ووفقا للدستور وتنفيذ مواده، نتمنى أن تكون عودتنا بدون إراقة دماء.

ماذا عن دوز خورماتوا من يتحمل المسؤولية؟
– دوز خورماتوا كانت ضحية العقلية التي أصرت على إشعال فتيل الأزمة. المدينة كانت ضحية القراءة الخاطئة والسطحية، وكانوا سببا لكارثة دوز خورماتو. ولكن هذا لا يعني أننا سنسكت على الجرائم التي تُرتَكب بحق أهلنا هناك ووجَّهنا رسائل إلى بغداد وإلى أمريكا وتركيا وإيران محذرين أننا لن نقبل بما يجري هناك وانه إن لم يعد النازحون إلى مناطقهم قريباً فإن الأوضاع ستنفجر هناك وسنكون أمام كارثة اكبر، يجب أن تعود الحياة إلى طبيعتها هناك وان يعود النازحون مع ضمانات وإلا فإننا لن نسكت.

بعد كل ما جرى هل فعلا أدارت أمريكا ظهرها للكرد؟
– هذه الاتهامات ليست إلا تلفيق آخر للتغطية على الفشل، أمريكا كانت واضحة معنا ونحن لسنا في عام 1975 حتى يُعقد اتفاق وتتراجع عنه أمريكا. أمريكا وعن طريق ممثلها هنا وبوضوح نقلت إلينا عدم قبول إجراء الاستفتاء، وقال ممثلها “في حال إصراركم على إجراء الاستفتاء، فإننا لن نستطيع أن نقف معكم” وأضافوا قائلين “وحدة الأراضي العراقية مهمة بالنسبة لنا وتعتبر محاربة داعش من أولويات لذا نرجو ونتمنى على المسؤولين في الإقليم تأجيل إجراء الاستفتاء”، ومقابل التأجيل طرحوا بديلاً عن الاستفتاء، وباعتقادي البديل كان يمكن أن يكون بمثابة استقلال لإقليم في المستقبل حيث تمثل في الانتظار لفترة عام وإذا ما لم تنفذ حكومة العراق بنود الدستور المتعلقة بحقوق فحينها يمكن للإقليم، وبدعم وضوء أخضر أمريكي، إجراء استفتاء استقلال. هذا كان البديل الذي أرسله لنا وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون. إلا أنهم أخفوا الحقائق عن شعبنا ولم يكشفوا عن البديل الذي طرحه الأمريكان لنا مقابل تأجيل الاستفتاء، أمريكا لم تخُن الكرد، بل كانت صريحة معنا، من كذب على الكرد هي القيادة الكردية في الإقليم.

لننتقل الآن إلى موضوع تبادل الاتهامات بشأن قيادة التظاهرات.. السؤال الأبرز:  من يقود المظاهرات والتمرد في الإقليم ومن يقمع التظاهرات ويغلق قنوات إعلامية أين يقف شيخ لاهور؟ أنت وجهت لك اتهامات بقيادة التظاهرات ومن ثم قمعها؟
– هذه الاتهامات كلها بعيدة عن الحقيقة ومحاولة لإلهاء المواطن عن مطالبه بالتشويش على الحقائق. في البداية اتُهِمت بأنني الجهة التي تقف وتدعم حركة الاحتجاجات والمظاهرات وإثارة الفوضى وفي نفس الوقت كان هناك طرف آخر يتهمني بقمع المظاهرات واستخدام القوة ضد المتظاهرين.

والحقيقة هي أني ادعم المطالب المشروعة لأبناء شعبنا من أجل تحسين الأوضاع المعيشية وتوفير حكم رشيد لهذا الشعب، وأؤكد أنه لو لم تُحرف المظاهرات عن مسارها المطلبي إلى العنف لوجدتموني بين المتظاهرين، وأنا أرى أن جهة سياسية دست أشخاصاً بين المتظاهرين، عملوا على تحريف مسار الحركة الاحتجاجية عن مطالبها الحقيقة ومسارها السلمي.

أما فيما يتعلق بقضية إغلاق مجموعة قنوات نالية، فإن إغلاق القناة جاء بأمر المحكمة والسلطات المعنية وهي من اقتحمت القناة والأنباء التي تحدثت عن اقتحام قوات مكافحة الإرهاب للقناة هي عارية عن الصحة. قواتنا لم تتدخل لا في اقتحام مبنى القناة ولا في إلقاء القبض على مالك القناة شاسوار عبد الواحد في مطار السليمانية.

ما هو موقفك من إغلاق القنوات واعتقال شاسوار عبد الواحد؟
– بحسب رأيي الشخصي, ما كان يتوجب اغلاق قناة (NRT) ولم أكن أيضاً مع اعتقال شاسوار عبد الواحد، لان اعتقاله سيجعل منه بطلاً.

إلى أين يتجه الاتحاد الوطني الكردستاني؟
– انطلاقاً من دور الاتحاد الوطني التاريخي في الإقليم ومساندته لجميع الحركات التحريرية الكردية في الأجزاء الأخرى، فإنّ بقاء الاتحاد الوطني الكردستاني قوياً أمر مهم بالنسبة لأجزاء كردستان بقدر ضرورته لشعبنا في الإقليم. ضعف الاتحاد سيكون له تأثير سلبي على الأجزاء الأخرى وسيكون له تأثير على القضية الكردية بشكل عام وسُيحدث خلل في التوازنات السياسية. والأخطاء التي يرتكبها بعض القياديين لا تنفي المكتسبات التي حققها الاتحاد على كافة الصعد، وما يصدر عن بعض المسؤولين لن يلغي دور الاتحاد.

علينا تنظيم صفوف الاتحاد من خلال المؤتمر العام للحزب أو من خلال البلينيوم (المؤتمر المصغر)، ووضع منهاج وتنظيم للحزب ينسجم ومتطلبات المرحلة، وإجراء تغيرات في القيادة وإعطاء دور اكبر للجيل الجديد، وضخ دماء جديدة في الحزب.

ولكن ألا ترى أن الوقت يضيق على الاتحاد خاصة مع قرب الاستحقاق الانتخابي في الإقليم والعراق؟
– في كلّ الأحوال, يجب تشكيل قيادة مؤقتة للاتحاد الوطني الكردستاني أو عقد المؤتمر أو البلينيوم. إجراء التغييرات وتنظيم صفوف الحزب بات أمراً محتوماً للانسجام مع متطلبات المرحلة المقبلة ومنها الانتخابات. وبدون ذلك لا يمكننا أن نواجه جماهيرنا وندعوهم إلى أن يثقوا بنا في وقت كانت فيه هذه القيادة شريكا في الفشل السياسي بالإقليم. وللتمكن من استعادة ثقة الجماهير، يجب تغيير هذه القيادة.

إذا ما استطعنا أن ننظم صفوفنا في الحزب سيستطيع الاتحاد وقتها الدعوة لعقد المؤتمر القومي، لقطع الطريق على أعداءنا في استهداف تطلعات شعبنا في نيل حقوقه.

من خلال الأحداث الأخيرة في الإقليم وموضوع الاستفتاء وحتى في روج آفا والتهديدات التركية، رأينا أن أعداء الكرد اجتمعوا مجددا على معاداة مطامح الكرد لنيل حقوقهم وضرب أي مشروع كردي في المنطقة. ما هو الحل برأيك للوقوف في وجه تلك المخططات؟
– إذا لم نستطع توحيد الصف في إقليم كردستان، فكيف يمكننا توحيد الصف الكردي بين الأجزاء الأخرى. برأيي بات عقد المؤتمر القومي ضرورة ملحة في ظل الظروف التي يمر بها أبناء شعبنا في الأجزاء الأربعة، وحان الوقت لأن تجتمع القوى الكردستانية لتوحيد كلمتها لمواجهة المؤامرات التي تُحاك من قبل أعداءنا وتستهدف وجودنا، وبات لزاما أن يوحد الكرد كلمتهم ضمن مشروع يضمن حقوق أبناء شعبنا في كافة أجزاء كردستان. عندها سيحسب لنا ألف حساب حتى من قبل القوى العظمى وسيكون لهم حسابات أخرى عندما يتعلق الأمر بالكرد وبالمسألة الكردية، وسينظرون ألينا بعين أخرى. لكن للأسف وبالعكس رأينا حزباً سياسياً في الإقليم يسبب المشاكل لروج آفا، أو لشمال كردستان، في الوقت الذي كان عليه دعم تجربة روج آفا، ومساعدتهم في اغتنام الفرصة المتاحة لهم الآن، رأينا الحزب الديمقراطي الكردستاني يتدخل في شؤون روج افا أو في شمال كردستان لإعاقة نجاح التجربة هناك ويعيق عجلة التقدم في روج افا.

إلى أي مدى يعتبر عقد المؤتمر القومي واقعياً في هذا الظروف؟
– لم يفت الأوان حتى الآن. ما زال أمامنا الفرصة لعقد مؤتمر قومي، وكانت هناك فرص ذهبية أمام الشعب الكردي بعد الحرب على “داعش” والتغييرات التي شهدتها المنطقة، كنا نستطيع أن نوحد الكلمة الكردية ونُقنع القوى الدولية أننا بالفعل شعب موحد ويجب أن يُحسَب لنا حساب، من خلال عقد المؤتمر، ولكن مادمنا مشتتين ومتصارعين وتَحكُمنا الخلافات سنُضَّيع الكثير من الفرص القادمة أيضاً.

إن القضية الكردية إن تراجعت فالسبب الأساسي ليس أعداؤنا بل السبب الأساسي هو التشتت السياسي الكردي، على الجميع أن يدرك المخاطر التي تُحيق بقضيتنا ويجب أن يجدوا الحلول حتى لا يُغدَر بنا مرة أخرى وأن لا نخسر ما تبقى، وهذا لا يتحقق إلا من خلال توحيد الصف الكردي.

كان بإمكاننا خلال العامين الماضين عقد المؤتمر عندما حققت روج افا ما حققه من انجازات كبيرة وعندما كانت قوات التحالف تدعم الكرد في روج افا وإقليم كردستان، كانت الفرصة ذهبية وقتها لعقد المؤتمر القومي، وكانت فرصة لنا لنظهر للقوى الدولية وحدة الصف الكردي ( روج افا – باكور – وزوج هلات – وباشور) وكنا سنحقق مكتسبات كبيرة لأبناء شعبنا الكردي ولقضيتنا، لكننا أضعنا الفرص للأسف.

إلى أي مدى يمكن الاستفادة من تجربة روج آفا الإدارية؟
لحسن الحظ أني زرت روج آفا عدة مرات ومعجب بتجربتها رغم الإمكانيات المحدودة، ورغم الحصار، وصعوبة الوضع الاقتصادي، أتعجب من أسلوب إدارة المقاطعات ومن أسلوب إدارة المدن والنواحي، أتذكر عندما زرت كوباني كانوا قد وفروا أحيانا الكهرباء طوال اليوم ووفروا مياه الشرب، أتمنى لو استطعنا أن نستفيد من تلك التجربة والإرادة الموجودة لديهم.

هناك حتى الآن يحتفظون بروح وطنية وقومية قوية، نتيجة الظلم الذي مُورس على أبناء شعبنا في روج افا خلال عقود من الزمن، الوضع كان مختلف بالنسبة لنا في الإقليم وكأن سنوات الانفراج والراحة التي نعم بها الإقليم خلال عقدين من الزمن أنسى سنوات القمع والظلم الذي مورس ضدنا. علينا أن لا ننسى، ولكن يسعدني ما يجري في روج افا ومعجب بما يجري هناك. وأثني على جهودهم وآمل أن تؤخذ التجربة بعين الاعتبار من قبل الأجزاء الأخرى ويجب الاحتذاء بها والاستفادة منها.

ما هو موقفكم من التواجد العسكري التركي في إقليم؟
– إذا استطاعت أن تأتي تركيا إلى منطقة برادوست وبعشيقة وتصل سوران فنحن من فتح الطريق لها، وهنا لا اقصد أنا، بل هناك حزب سياسي كردي في إقليم كردستان مهَّد الطريق لدخول الجيش التركي إلى مناطقه، هنا لا ألوم الدولة التركية مادام هناك جهة سياسية كردية بعينها (الديمقراطي الكردستاني) تمهد لهم الطريق وتتقدم الجيش التركي وترشدهم إلى المناطق التي يريدون دخولها في الإقليم لقتال أخوتنا. أعيد وأكرر إذا ما لم نستطع رص الصف الكردي وأن نتفق على سياسة واحدة تجاه الأمور المرتبطة بقضيتنا القومية، وتوحيد الخطاب السياسي بهذا الخصوص وتنظيم سياساتنا مع القوى الدولية، فسنخسر ما تبقى من تجربتنا في الإقليم.

ماذا عن دور إيران وتأثيره على حزبكم بشكل خاص؟
– لا احد ينكر دور إيران في العراق وحتى في المنطقة، وأنا قلتها حتى للأمريكان في آخر مؤتمر شاركت فيه “إن كنتم منزعجين من الدور الإيراني في العراق فإنكم من سمح بهذا لإيران” ومن يتهمنا بإيران فانه بات مكشوفاً كم بقي قاسم سليماني في أربيل وكم ساعة قضاها مع قيادة الديمقراطي، ونقول لهم أنهم أخطئوا التقدير. هذه الأمور باتت مكشوفة.

اجرت الحوار: روشن قاسم

يرجى متابعتنا والإعجاب :
Pin Share

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

مشاركة