في مساء يوم السبت بتاريخ 2023/12/23، شهدت مناطق شمال و شرق سوريا استهدافاً شنته طائرات حربية تركية، حيث قامت بشن غارات جوية استهدفت منشآت خدمية ونفطية في ريفي القامشلي وديريك. هذه الهجمات أسفرت عن خروج عدد من آبار النفط وبعض المنشآت الحيوية ومعظم المنشآت الكهربائية عن الخدمة. تلك الأحداث تعتبر جزءاً من سلسلة هجمات ممنهجة تشنها دولة الاحتلال التركي تهدف إلى زعزعة الأمن و الاستقرار في المنطقة ، وتبرز التحديات التي تواجهها الإدارة الذاتية الديمقراطية ومناطق شمال و شرق سوريا.
في حوار مع وكالة نورث برس، أشار مسؤول محلي رئيس حزب السلام الديمقراطي الكُردستاني طلال محمد إلى أن تلك الهجمات تأتي في سياق التحديات السياسية التي تواجهها المنطقة نتيجة للسياسة التركية الاحتلالية والهجمات العسكرية التي تستهدفها. وبحسب “محمد”، تهدف تلك الهجمات إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وخلق الفتنة والانقسام بين مختلف مكوناتها، مع محاولة ضرب الثقة بين تلك المكونات والإدارة الذاتية ومشروع سوريا الديمقراطية.
كما أشار “محمد” إلى أن مؤخراً قد صادقت الإدارة الذاتية على العقد الاجتماعي، وعقد مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” مؤتمره الرابع رغم تلك التحديات الكبيرة. وهو ما أثار غضب تركيا نظراً لعدم توافق ذلك مع سياساتها الاحتلالية في المنطقة. تلك التطورات تعكس الصراع السياسي والاقتصادي الدائر في المنطقة.
يجسد الصراع الحالي تنافس القوى الإقليمية والدولية في المنطقة، مع وجود تداخل معقد للمصالح السياسية والنفوذ الاقتصادي. تعكس الهجمات الجوية التركية واحتلالاتها العسكرية و في الحقيقة حكومة الرئيس التركي أردوغان لم تخفي عن نواياها و محاولتها لتحقيق أهداف توسعية استعمارية تحاكي تجربة سلخ لواء إسكندرون عن الوطن الأم سوريا. وفي هذا السياق، تمثل الإدارة الذاتية الديمقراطية ومشروع سوريا الديمقراطية عقبة أمام تلك الأهداف، ما يفسر استهدافها المباشر.
على الصعيد الإقليمي، تتوجه الأنظار إلى مواقف الدول المجاورة وتأثيرها على الوضع السوري، وخاصة الدور التركي في تصاعد الصراعات والتوترات في شمال سوريا. نطالب المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً حازماً ويدين بشدة الاستهداف غير المبرر والهجمات العسكرية على المنشآت المدنية والحيوية في المنطقة، ويعمل على إيجاد حل سياسي للنزاع يحقق الاستقرار والسلام ويحافظ على سيادة ووحدة سوريا.
تحتاج المنطقة إلى جهود دولية جادة تسهم في التهدئة والتوصل إلى حلول سلمية للنزاعات، مع التأكيد على استعادة الثقة بين الأطراف المتنازعة وتعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق السلام والاستقرار. إن حل الصراعات في سوريا يمر بالتعاون الدولي والجهود الجادة لإيجاد حلول سياسية تلبي تطلعات الشعب السوري وتعيد الأمان والاستقرار إلى البلاد.
اعداد و تحرير : هڤال ديركي