في حوار حصري أجرته NÛJEN PRESS مع الأستاذ عبد الرزاق حج محمد، سياسي ليبرالي معارض وعضو مؤتمر المسار الديمقراطي السوري، تحدث عن أهمية المؤتمر ودوره في تقديم أفقٌ سياسيةً جديدة في ظل التعقيدات التي تواجه المشهد السوري. المؤتمر، الذي عُقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، جمع قوى وشخصيات ديمقراطية في محاولة لتوحيد الاتجاهات الديمقراطية المتفرقة في البلاد. وجاء الحوار ليلقي الضوء على بعض القضايا والملفات التي نوقشت خلال المؤتمر والتحديات التي تواجه الديمقراطية في سوريا.
واقع الديمقراطية وتحديات المرحلة:
يرى عبد الرزاق حج محمد أن المرحلة التي تمر بها سوريا حرجة للغاية من الناحية السياسية، حيث تتفشى الاتجاهات السياسية غير الديمقراطية على حساب الاتجاهات الديمقراطية المبعثرة. ويؤكد حج محمد أن “الهدف من مسار المؤتمر هو محاولة لم شمل هذه الاتجاهات المبعثرة، ليكون نقطة انطلاق نحو توحيد القوى الديمقراطية، وصولاً إلى عقد مؤتمر وطني جامع”. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن نجاح المؤتمر يعتمد بشكل كامل على مدى تحقيق هذا الهدف، وهو توحيد الديمقراطيين السوريين تحت مظلة سياسية واحدة.
أعداء الديمقراطية والتحديات الخارجية:
حول أعداء الديمقراطية، أشار حج محمد إلى أن الشعب السوري لا يزال يرزح تحت سيطرة أيديولوجيات متعددة، من الإسلاميين من جهة، والنظام الشمولي من جهة أخرى، وهو ما يعقد عملية الانتقال نحو الديمقراطية. بالإضافة إلى ذلك، يرى حج محمد أن “الدول المنخرطة في الملف السوري لا ترى في الديمقراطية تحقيقًا لمصالحها، لذا دعمت القوى غير الديمقراطية، في الوقت الذي لا يزال فيه تشتت الديمقراطيين أكبر تحدي يواجههم”.
النقاشات والملفات المطروحة خلال المؤتمر:
ناقش المؤتمر العديد من الملفات الهامة، من بينها الهوية الوطنية السورية، مفهوم الثورة الحقيقية، واللامركزية، وحقوق المرأة، ودور الشباب في العمل السياسي. وبيّن حج محمد أن اللجنة المنظمة طرحت هذه الملفات للنقاش، وتم تناولها بجدية، حيث تم التصويت على بعض النقاط المختلف عليها لتضمينها ضمن برنامج العمل الخاص بمسار الديمقراطي. ووصف حج محمد المناقشات بأنها “كانت ديمقراطية وجماعية، ومرضية لمعظم الحاضرين”.
رؤية المؤتمر للمستقبل وتحقيق الغايات:
وفيما يتعلق بأهداف المؤتمر، أشار حج محمد إلى أن النجاح يعتمد على تحقيق التكامل بين جميع الاتجاهات الديمقراطية في سوريا، وإلا فإن أي فشل سيكون بمثابة خيبة أمل للديمقراطيين. ولفت إلى أن “الفرصة الآن سانحة للجميع، وإذا لم يتم استغلالها بشكل صحيح، فإن أعداء الديمقراطية سيستفيدون من هذا الفشل”.
مسؤوليات الهيئة المنتخبة والتواصل مع التيارات الديمقراطية:
عبّر حج محمد عن رؤيته لأهمية دور الهيئة المنتخبة، مشددًا على ضرورة المبادرة بالتواصل مع التيارات والشخصيات الديمقراطية، وعدم انتظار المبادرة منهم فقط. وأشار إلى أهمية دور الهيئة في توضيح الالتباسات، وإزالة الشكوك والريبة التي قد تُثار من الأطراف الأخرى، وذلك عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح حج محمد أنه قد أبلغ الهيئة بضرورة التركيز على الإعلام، وأن يكون لهم حضور قوي على هذه المنصات.
ردود الأفعال والهجوم الإعلامي على المؤتمر:
وفيما يتعلق بالانتقادات والهجوم الإعلامي على المؤتمر، يرى حج محمد أن الهجوم ليس له مبرر حتى اللحظة، وأنه يجب التريث قليلاً قبل الحكم على عمل الشخصيات المنتخبة. أشار إلى أن هذا الهجوم يأتي في الغالب بدوافع أيديولوجية معادية للديمقراطية، خاصة من الإسلاميين وبعض الاتجاهات القومية. وأكد أن حضور مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) لم يكن له دور محوري في المؤتمر سوى المشاركة كغيرهم، وأن هذا الحضور لا يشكل تهديداً لتوجهات المؤتمر.
اختتم حج محمد حواره مع NÛJEN PRESS بتأكيده على أن المؤتمر يمثل بداية جيدة رغم بعض الأخطاء الصغيرة التي لا تؤثر على المسار العام للمؤتمر. وشدد على أنه سيبقى مراقباً للعملية، ولن يتردد في انتقادها بشدة إذا وجد أي انحراف عن المسار الديمقراطي.
اعداد: هڤال ديركي