بإمكانات بسيطة وتمويل ذاتي، شهدت مدينة السويداء، اليوم 16 نوفمبر 2024، انعقاد مؤتمر تأسيسي بعنوان “لقاء القوى السياسية من أجل سوريا ديمقراطية علمانية ذات طابع سياسي لا مركزي”. جمع المؤتمر عدداً من المكونات السياسية والنشطاء المستقلين، حيث تناولوا أبرز القضايا التي تواجه السويداء وسوريا ككل، مع تركيز على إيجاد آليات للخروج من الأزمة المستمرة.
محاور النقاش: أزمة السويداء وأبعادها الوطنية
بحث المشاركون قضايا حيوية تخص السويداء بشكل خاص وسوريا بشكل عام، ومن أبرز المحاور التي تم تناولها:
1. الأزمة السورية وتحديات الحل السياسي:
ناقش الحضور تعنت طرفي الصراع، المعارضة والنظام، وكيف أن استمرار الخلاف يعمّق معاناة الشعب السوري. وطرحوا رؤى لتحقيق الاستقرار السياسي، مؤكدين على أهمية الحوار بين القوى المختلفة للخروج من النفق المظلم الذي تمر به البلاد.
2. أزمة السويداء: قضايا محلية ضمن السياق الوطني:
استعرض المؤتمرون أبرز مشاكل السويداء، بما في ذلك:
• أزمة المحروقات: التي باتت تعرقل الحياة اليومية وتعمّق الفقر.
• التضييق الأمني: حيث تم التطرق إلى تورط أجهزة النظام في عمليات اغتيال طالت ناشطين ورموزاً دينية بارزة، مما أثار استياءً شعبياً واسعاً.
• الملاحقات الأمنية والعسكرية: التي تستهدف شباب وشابات السويداء، وتفرض أجواء من الخوف وعدم الاستقرار.
آراء ومواقف الحضور
أكد المشاركون على ضرورة التركيز على الحلول العملية التي تجمع بين معالجة التحديات المحلية في السويداء والمساهمة في حل الأزمة السورية الشاملة. ومن بين المقترحات التي قُدمت:
• تعزيز نموذج اللامركزية السياسية كوسيلة لإعطاء المزيد من الصلاحيات للمناطق، بما يتيح إدارة الموارد وحل القضايا المحلية بفعالية.
• الضغط لإنهاء الممارسات الأمنية التي تعمّق الأزمات بدلاً من حلها.
أجمع الحضور على أن الوصول إلى حل يتطلب تعاوناً بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، مع إبقاء الباب مفتوحاً للحوار مع جميع الأطراف السورية.
ردود الأفعال: بين التأييد والتحفظ
تفاوتت ردود الأفعال بين مؤيدين يرون المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح، ومعارضين اعتبروا أن غياب تمثيل واسع للقوى الوطنية السورية يقلل من جدواه.
• طارق الشوفي، رئيس تيار سوريا الفيدرالي: وصف المؤتمر بأنه “تأسيسي لتحالف سياسي يعمل على تحقيق اللامركزية السياسية والديمقراطية العلمانية.”
• فيما عبّر آخرون عن قلقهم من إمكانية تطبيق مثل هذه الأفكار في ظل استمرار الوضع الأمني والسياسي الراهن.
آفاق المستقبل
رغم الإمكانيات البسيطة، أكد المشاركون على أن المؤتمر خطوة إيجابية نحو تعزيز الحوار المحلي والمساهمة في الحلول الوطنية. ومع تصاعد التحديات في السويداء وسوريا ككل، يبقى العمل التشاركي والحوار البناء السبيل الوحيد للخروج من النفق المظلم وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.
اعداد و تحرير: هڤال ديركي