صباح الخير
في كثير من الأحيان، نقع في خطأ الاعتماد على نمط واحد أو سياسة واحدة دون أن نأخذ في الحسبان وجود بدائل أو خطط احتياطية. نبقى محصورين ضمن قوالب مألوفة، ونُدير العمل بذهنية محدودة، رغم أن طبيعة العمل، سواء في الحياة العامة أو في السياسة، تتطلب منا أن نكون مستعدين دائماً بخيارات بديلة.عندما لا تحقق وسيلة ما الهدف المنشود، من الضروري أن ننتقل إلى الخطة الاحتياطية دون أن نقع في دوامة الإحباط أو الخيبة. فنجاح أي مشروع أو مسار سياسي لا يكون فقط من خلال التمسك بالمسار الأول، بل من خلال القدرة على التكيّف، والتفكير الاستراتيجي، واستخدام أدوات متعددة لتحقيق الغاية.
إن التحرك وفق سياسات وخطط بديلة، وامتلاك خيارات احتياطية، ليس ضعفًا في القرار، بل هو عنصر أساسي من عناصر النجاح والاستمرارية. فكل خطوة غير ناجحة يجب أن تُقابل بخطة بديلة، وكل إخفاق يجب أن يكون بداية لخيار جديد، لا نهاية للطريق.
وبالتالي، فإن السياسة والعمل الناجح يتطلبان رؤية مرنة، وإعدادًا استباقيًا، وقدرة دائمة على الانتقال من وسيلة إلى أخرى دون التوقف عن السعي لتحقيق الأهداف. فالاحتياط هو مفتاح الثبات في مواجهة المتغيرات، وأداة لضمان الوصول، حتى في أكثر الظروف تعقيدا .
حسن محمد علي.
نبذة عن الكاتب: الأستاذ حسن محمد علي الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.