حزب الحياة الحرة الكوردستاني يدعو إلى انتفاضة شعبية لإنهاء الاستبداد في إيران

أصدر حزب الحياة الحرة الكوردستاني (PJAK) بياناً شديد اللهجة، اليوم الجمعة، تناول فيه التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبراً أن ما يحدث ليس مجرد نزاع إقليمي، بل يمثل فصلًا مفصلياً في مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي تسعى قوى عالمية إلى فرضه، على حد تعبير البيان.

وأكد الحزب أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة، التي بدأت منذ 13 حزيران الجاري واستهدفت مراكز نووية وعسكرية وأخرى للقيادة والسيطرة، خصوصاً تلك التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، جاءت كردٍّ على سياسات التوسع والتدخل الإقليمي التي تبنتها طهران.

وبحسب البيان، فإن PJAK يرى أن هذه الحرب، صراع بين قوى على النفوذ والمصالح، بينما تُفرض تكاليفها الباهظة على الشعوب المنهكة في كلا الجانبين، وخاصة المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال. كما انتقد الحزب تجاهل الأنظمة لقيمة حياة الإنسان، معتبراً أن الأنظمة السلطوية لا تميز بين المدني والمقاتل حينما يتعلق الأمر بالحفاظ على سلطتها.

وشدد البيان على رفض الحزب، السيناريو الثنائي القاتل الذي يُفرض على الشعب الإيراني: إما الاستسلام لنظام ديكتاتوري أو التورط في حرب كارثية. واعتبر PJAK أن السبيل الوحيد للتحرر يكمن في الثورة الديمقراطية الشعبية، التي تتجسد في شعار “جن، ژیان، ئازادی” (المرأة، الحياة، الحرية)، مؤكداً أن هذه الثورة تمثل أمل الشعب الإيراني في الخلاص من الاستبداد.

وفي هذا السياق، دعا الحزب إلى توحيد الجهود بين القوى الديمقراطية، والنساء، والمكونات القومية، وحركات الشعبية، مشدداً على أن التغيير الحقيقي لن يأتي عبر الأنظمة أو القوى المتحاربة، بل عبر الحراك الشعبي وتنظيم الصفوف الجماهيرية.

نحو حكم ذاتي ديمقراطي في كوردستان

وأكد PJAK في بيانه أن الظروف الحالية تفرض واجباً تاريخياً على الأحزاب الكُردية، يتمثل في الانتقال من الحكم الحزبي إلى الإدارة الذاتية الشعبية في كوردستان، داعياً إلى تجاوز النزعات السلطوية والقومية والذكورية، ومؤكداً التزامه بالدفاع عن الشعب الكُردي، وسائر الشعوب الإيرانية، في إطار “حق الدفاع المشروع عن النفس والوجود”.

كما حث البيان الشعب الإيراني، وخصوصاً في كوردستان إيران، على تنظيم أنفسهم في أطر ديمقراطية شعبية تتيح مقاومة آثار الحرب وتجنب الفوضى. وطرح الحزب خطوات عملية لذلك، من بينها:

• تشكيل لجان محلية للإغاثة والإنقاذ
• تأسيس مجموعات لدعم المتضررين من الحرب
• تعزيز التعاون المالي المحلي
• مواجهة تسلل ميليشيات النظام إلى المناطق المدنية

وفي ختام بيانه، أعلن حزب PJAK استعداده الكامل للمشاركة في إطلاق مرحلة جديدة من ثورة “المرأة، الحياة، الحرية”، داعياً جميع المناضلين والوطنيين إلى الانضمام لهذه الجهود في سبيل بناء جمهورية إيرانية ديمقراطية، تقوم على العدالة الاجتماعية، التعددية، والحكم المحلي الذاتي.