
في لحظة مفصلية من تاريخ الحراك السياسي الكُردي في سوريا، انطلقت صباح اليوم السبت، 26 نيسان 2025، في مدينة قامشلو، أعمال كونفرانس “وحدة الصف والموقف الكُردي في روج آفا”، بمشاركة واسعة من ممثلي الأحزاب الكُردية والتنظيمات المدنية والشخصيات الاجتماعية والثقافية من مختلف مناطق سوريا وأجزاء كُردستان الأخرى.
وافتتح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، أعمال الكونفرانس بكلمة مؤثرة، استذكر فيها تضحيات الشهداء قائلاً: “لقد ضحينا بـ13 ألف شهيد من أجل هذا اليوم، أهديهم هذا الإنجاز”.
وأكد عبدي أن جهود الوحدة الكُردية تبذل منذ مدة طويلة، مشيدًا بدور الزعيم الكُردي مسعود بارزاني في دعم هذه المساعي.
وشدد على أن الكونفرانس لا يعني تقسيم سوريا، بل على العكس، يعزز وحدة البلاد، مضيفًا: “وحدة الكُرد هي وحدة سوريا، وقوة الكُرد هي قوة لسوريا”.
وأشار إلى أن سوريا الجديدة تحتاج إلى دستور لا مركزي يضم جميع المكونات، مؤكدًا أن واجبهم هو حماية المكتسبات الموجودة في شمال شرقي سوريا وتعزيز التنوع وحقوق كافة المكونات.
كما لفت إلى أن الكُرد ناضلوا لأجل وحدة الأراضي السورية، وأكد أن في سوريا الجديدة يجب ضمان حقوق الكُرد بشكل واضح ودستوري، معتبراً ذلك مطلباً أساسياً لكل الكُرد في البلاد.
وشارك في الكونفرانس أكثر من 400 شخصية، بينهم ممثلون عن الأحزاب الكُردية من روج آفا وشمال وجنوب كُردستان، وشخصيات من دمشق، حلب، حماة، الباب، وإعزاز، بالإضافة إلى ممثلين عن التنظيمات النسائية والشبابية وشيوخ عشائر المنطقة.
وفي سياق متصل، شارك وفد يمثل حركة التجديد الكُردستاني – سوريا، تألف من:
- د. خالد فرحان داوود
- الأستاذ سليمان محمد سعيد حسين
- الأستاذ محمد إسماعيل زيدو
وقد تقدم الأستاذ محمد زيدو، بالتنسيق مع باقي أعضاء الوفد، بمداخلة باسم الحركة، حيث أكد خلالها على أهمية تعزيز البعد القومي الكُردي ضمن الإطار الوطني السوري الجامع.
ودعا زيدو في مداخلته إلى إدراج بند إضافي في مقررات الكونفرانس ينص على “حق الشعب الكُردي في روج آفا (شمال وشرق سوريا) في بناء علاقات أخوية وسياسية وثقافية مع الكُرد في بقية أجزاء كُردستان، بما يخدم القضية الكُردية ويعزز مكانة سوريا كدولة متعددة القوميات وموحدة في إطار ديمقراطي تعددي لامركزي”.
وشهد الكونفرانس تغطية إعلامية واسعة، حيث تمت دعوة أكثر من 60 مؤسسة إعلامية وقرابة 200 صحفي لتوثيق مجرياته، مما يعكس الأهمية السياسية والإعلامية لهذا الحدث في سياق التطورات السورية عامة، والكردية خاصة.
واختتمت أعمال الكونفرانس بإصدار بيان ختامي، أكد فيه المشاركون على أهمية الوحدة الكُردية كخطوة نحو تحقيق الشراكة الحقيقية في بناء سوريا ديمقراطية، تعددية، لا مركزية، تضمن حقوق جميع مكوناتها دون استثناء.