في خضم التحديات الراهنة التي تواجه سوريا و إقليم شمال وشرق سوريا، يأتي الحوار والتعاون بين الأحزاب الكُردية كعنصر أساسي لرسم مستقبل مستقر ومشرق. في هذا الإطار، قام وفد من حركة التجديد الكردستاني – سوريا بزيارة مهمة في مدينة الحسكة، ممثلاً بثلاث من كوادرها البارزة: الرفيقة ياسمين جاجان، رئيسة المجلس، والرفيق محمد زيدو، رئيس لجنة العلاقات الدبلوماسية، والرفيقة بيريفان، رئيسة لجنة المرأة.
خلال الزيارة، استقبل الحزب الديمقراطي الكُردي السوري P.D.K.S الوفد بحفاوة بالغة، حيث التقى أعضاء الوفد بكل من السيد فتح الله حسو، عضو المكتب السياسي للحزب، والسيد حسين داري، إدارة المكتب، والسيدة بيجوين حسن، الإدارية في المكتب.
أجريت مناقشات معمقة تناولت الأوضاع السياسية والاجتماعية في سوريا عموماً و إقليم شمال وشرق سوريا و وروجافاي كُردستان خصوصاً. كان محور الحديث حول التصعيد الخطير للهجمات الغاشمة التي تنفذها دولة تركيا الفاشية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تعتبر تهديداً للاستقرار الإقليمي وللسكان المدنيين.
لم يقتصر النقاش على تشخيص التحديات، بل تعداه ليشمل البحث في كيفية استكمال الحوار الكُردي-الكُردي، والذي يعد ضرورياً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. وقد أُبرزت أهمية العمل الجماعي لمؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية والسعي لتحسين ظروف المعيشة للسكان.
النقطة البارزة في اللقاء كانت التأكيد على أهمية توحيد الرؤى السياسية بين الأحزاب الكُردية، والسعي لتشكيل مرجعية كُردية تتسم بالشمولية وتأخذ بعين الاعتبار مصالح الكُرد وروجافاي كُردستان ضمن إطار الدولة السورية. وقد أُكّد على ضرورة تعزيز العلاقات بين الأحزاب الكُردية وتبادل الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية الكُردية.
كما تم التطرق إلى ضرورة توحيد الجهود الدبلوماسية والعمل المشترك في الساحة الدولية للتعريف بالقضية الكُردية وتسليط الضوء على الانتهاكات التركية في المنطقة، بما في ذلك تأثيرها على حقوق الإنسان والتنوع الثقافي والعرقي.
كذلك، شدد الطرفان على أهمية تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، والاستفادة من الطاقات الكامنة في المجتمع الكُردي لبناء مستقبل أفضل.
في نهاية اللقاء، اتفق الجانبان على أهمية استمرار الحوار والتواصل، وتنظيم لقاءات دورية لمتابعة تطورات الأوضاع وتنسيق المواقف والسياسات بما يخدم مصلحة الكُرد ويحافظ على حقوقه ومكتسباته في جمهورية سوريا المستقبل الديمقراطية المأمولة.
تأتي هذه الزيارة واللقاءات في إطار مساعي حركة التجديد الكُردستاني والحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا لتعزيز الثقة وبناء جسور التفاهم بين مختلف الفاعلين الكرد في المشهد السياسي السوري، في وقت تتصاعد فيه التوترات وتتعقد المعادلات الإقليمية.
ويمكن القول بأن هذه الجهود المشتركة تظهر الإدراك المتزايد لأهمية الوحدة والتعاون في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية، وتؤكد على التزام الحركة والحزب بالعمل نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والازدهار.
حركة التجديد الكُردستاني – سوريا
