اخباركردستان

فنان قامشلو صلاح اوسي يوارى الثرى في قرية تل شعير اليوم

رحل الفنان صلاح أوسي بعد معاناةٍ مع المرض الذي حل به منذ أقل من سنة، عن عمر ناهز الـ 63 عاماً، سكن جوارح الآلف من محبي فنه الجميل، لكن خلقه الحميدة وبساطة معاشرته في الوسط الإجتماعي، وتواضعه عظّم من حب الناس واحترامهم له كأحد الرموز المتأصلة في الوسطين الإجتماعي والثقافي الفني بكوردستان سوريا.

صلاح أوسي ذاك الفنان إبن قرية تل شعير المشهورة بتخريج الشعراء الكورد من حلقات الفقه والعلم في رحاب حلقات التصوف ، أمثال ( نامي و ملا نوري هساري و جكرخوين …وغيرهم)، بادل صلاح الإخلاص لتراث قريته بالسير على دروبهم، ولكن بطريقة عصرية، متناولاً آلة الطنبور الكوردية الأصيلة والتي كانت لها إعتراض جم عليها من وسطه المتمسك بالتعاليم الدينية، والتي كانت تتعارض مع هواياته، فتوجه الى شام العاصمة للبدء بمسيرته التي أسسها من حلقات الذكر في (تل شعير) ليواكب مسيرة الحضارة بدراسة الموسيقا، في بداية العقد الثالث من عمره، لينال الشهرة في قدراته اللافتة بالتلحين من حيث الرقة والعذوبة، سديدا في إختيار نمط اللحن والكلمات في أغانٍ باتت على السنة الشباب يغنونها في مجالسهم ويهدونها لمعشوقاتهم.

جالس صلاح وعمل في الفن مع العديد من الفنانين السوريين في الإذاعة، وخاصة تخصصه في المقامات الموسيقية،الذي استفاد منه العديد من عازفي الإذاعة وأستعانوا به، لكن قوميته الكوردية حال العائق من تدرّجه في الوسط الفني السوري.

قالها الراحل صلاح مراراً وبكل تواضع “تاثرت بالفنانين الكورد العمالقة أمثال سعيد يوسف ومحمد شيخو ومحمود عزيز وسعيد كاباري فكانوا بمثابة معلمين لي” علماَ أن جميع الفنانين الذين ذكرهم صلاح يشهدون ببراعة فنه، وإحرازه للثقافة الفنية.

صلاح أوسي لم يفارق مدينته قامشلو ولم يغب عنها في أي نوروز إلا مؤخرا بعد العام 2000 زار العديد من المدن الأوربية لإحياء الحفلات لأكثر من عشرة جولة أوربية، ويعيد أدراجه للعودة الى حضنه الدافئ ( قامشلو ) التي لم يسوّل لصلاح بالتفكير بالعيش بعيداً عنها وهو يقول ” أنا سمكة والقامشلي المياه الوحيدة بالنسبة لي في العالم…فما أخرج منها إلا وهلكت” .

وجلس الفنان صلاح اوسي في محله المخصص لصنع على يده وبيع الآلات الموسيقية في القامشلي، يعمل أحيانا ويغني أحيانا للمدينة التي رحل عنها الكثيرون من ابنائها وباتت تعج بالوجوه الغريبة …واليوم يودعها بهدوء بعد مسيرة نصف قرن خلف كنوزاً من الإبداع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى