في لقاء حديث على قناة “الحدث”، تحدثت السيدة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات للإدارة الذاتية الديمقراطية، حول مجموعة من القضايا الراهنة والمتعلقة بالأوضاع في سوريا، ودور الإدارة الذاتية في شمال وشرق البلاد. قدمت السيدة إلهام رؤيتها للمشهد السياسي والأمني في سوريا، مسلطة الضوء على التحديات التي تواجهها الإدارة الذاتية والمواقف المتباينة للأطراف الإقليمية والدولية.
دمشق وغياب الحوار مع السوريين
أشارت السيدة إلهام أحمد في حديثها إلى أن دمشق ليست منفتحة على الحوار مع السوريين أو تطبيق الحل السياسي، معتبرةً أن هذا الموقف يعكس رفض النظام السوري الاستماع إلى مطالب الشعب أو السعي نحو حلول سلمية للأزمة المستمرة. وترى الإدارة الذاتية أن هذا التعنت يعوق الوصول إلى تسوية شاملة يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار.
اتهامات غير مقبولة بالخضوع للقرارات الأميركية
وفي ردها على الاتهامات التي توجه إلى الإدارة الذاتية بالخضوع للقرارات الأميركية، وصفت السيدة إلهام هذه الاتهامات بغير المقبولة، مشددةً على أن الإدارة تعتمد بشكل رئيسي على قواتها الذاتية وتبني سياساتها بناءً على مصلحة الشعب السوري بأكمله، وليس بناءً على مصالح أي دولة خارجية. وأكدت أن علاقات الإدارة مع واشنطن تقتصر على التنسيق في إطار مكافحة الإرهاب، خاصة في مواجهة تنظيم “داعش”.
دمشق تبحث عن الحوار مع أنقرة وترفضه مع السوريين
أعربت السيدة إلهام أحمد عن استغرابها من سعي دمشق إلى الحوار مع أنقرة، في الوقت الذي ترفض فيه الجلوس إلى طاولة الحوار مع السوريين أنفسهم. وأشارت إلى أن هذا التوجه يعكس تناقضاً في السياسات السورية الرسمية، حيث يبدو أن دمشق تفضل التفاوض مع أطراف خارجية بينما تستمر في تجاهل مطالب وحوارات السوريين الذين يعانون من ويلات الحرب والنزاع.
دور الإدارة الذاتية في حماية مصالح السوريين
وأكدت السيدة إلهام أن الإدارة الذاتية تعتبر نفسها حارسة لمصلحة الشعب السوري بأكمله، ولمصلحة لشعب شمال وشرق سوريا. وأعربت عن فخرها بالدور الذي تلعبه الإدارة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والدفاع عن حدودها، مؤكدةً أن هدفها الرئيسي هو تحقيق السلام والاستقرار لكل السوريين.
العلاقات مع روسيا والتهديدات التركية المستمرة
وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، أوضحت السيدة إلهام أن موسكو على دراية تامة بنوايا الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وأن هناك تواصلاً مستمراً بين الطرفين. وفي الوقت نفسه، سلطت الضوء على التهديدات التركية المتواصلة لشمال شرق سوريا، مشيرة إلى الاستهداف المستمر للأفراد المدنيين والمنشآت الخدمية، مما يعكس تصعيداً خطيراً يهدد أمن واستقرار المنطقة.
الحل السياسي الشامل وضرورة إنهاء التدخلات الأجنبية
ختاماً، أكدت السيدة إلهام أحمد على أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لخروج كافة القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك القوات الأميركية وغيرها. وشددت على ضرورة العمل الجاد من جميع الأطراف السورية والدولية لتحقيق هذا الهدف، بما يسهم في إعادة بناء سوريا على أسس من السلام والعدالة والديمقراطية.
