آخر الأخبار
بطاقات الصباح

الأثنين/16/06

صباح الخير
بالكثير من الأحيان، نقوم بتأسيس مؤسسات تحمل أسماء مختلفة، نمنحها عناوين توحي بالتنوع والتخصص، ونُلبسها هويات تعكس أهدافًا ورسائل مميزة. لكن الواقع كثيرًا ما يُكذب هذه الأسماء؛ إذ تتشابه الهياكل وتتوحد الألوان، وكأننا أمام نسخة مكررة بلون واحد قديم يطغى على كل جديد، فيذوب التعدد، وتُغيب الهويات.
فحين لا نؤمن فعليًا بتعددية المؤسسات واختلاف أدوارها، يتحول إنشاء المؤسسات إلى مجرد شكليات. يُعاد إنتاج الفاعل ذاته، وتُستنسخ اللغة والأسلوب، فتبدو كل مؤسسة ظلًّا باهتًا لأخرى، بلا روح، ولا فرق جوهري.
وعندما لا تُفعّل هوية المؤسسة التي أُنشئت من أجل غاية محددة، تظهر حالة من التمييع المؤسسي؛ تتلاشى الفروق، وتضيع الخصوصيات، فنصبح أمام مشهد لمؤسسة واحدة، بلون واحد، وصوت واحد، تتعدد وجوهها اسميًا فقط.
في هذا المناخ، تبدأ الثقة بالتآكل. الناس لا يرون جديدًا، ولا يلمسون فرقًا، فتضيع الجدية في التأسيس، ويغيب الإيمان بالجدوى. وعندها، لا يمكن الحديث عن تأسيس حقيقي، بل عن تراكم في الأشكال، لا في الفعل والمعنى.
فالتأسيس ليس بناء جدران، بل زرع روح وهوية، والهوية لا تكون إلا حين نحترم التعدد، ونمنح كل مؤسسة صوتها الخاص، ودورها الحقيقي، في نسيج وطني يعترف بالاختلاف كمصدر قوة لا كتهديد.

حسن محمد علي.


نبذة عن الكاتب:

الأستاذ حسن محمد علي

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية

شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى